arablog.org

إلى رائف بدوي ذلك الرجل الشجاع في هذا الزمن الجبان

كيف يمكن أن أكتب لك أيّها الرجل الصادق الصديق .. هل تتذكر أول محادثاتنا في نهاية سنة 2011 أول إنضمامي إلى التيّار الليبرالي بعد أن سلخت اخر قطعة من جلد يساريتي .. كنّا نفكر في مشروع جماعي أنا وأنت وصديقي سلطان صلال من حدّثك عنّي .. هل مازلت تتذكر يا رائف ؟؟

لا أخفيك سرّا أنّ بي بعض حقد على شيوخ الخليج ن الذين يصدّرون لنا الإرهاب في كتب وشرائط تحت يافطة الدين الصحيح .. كم من شباب تونس راح مضغة سهلة للموت في أفغانستان والعراق وسوريا وغيرها من الدول .. يقتل شبابنا بفتاوي شيوخ الضلال وبأمنيات الجنّة وحور العين .. وهل من جنّة لنا سوى الأرض يا رائف ؟

كنت أتابع مقالاتك النقدية الناضجة من قلم رجل خبر أنّ الإصلاح أول طريق للثورة وأنّ الثورة مشروع فكري رصين قبل الإطاحة بالنظم السياسية ومنك تعلمت أن أقرأ كثيرا وأكتب قليلا ..
كم من الوقت مضى على سجنك يا صديقي من أجل فكرة آمنت بها ولم تسلّم من أجل قلم حاربت به لم ترق سوى الحبر لا الدم وهل الكلمة أقوى من القتل ؟؟ .. أجل يا صديقي أقوى وأشدّ .. لأنّك من سلالة الإنسان الذي آمن أنّ العالم أرحب وأجمل بالإختلاف بين أبناءه بشرط السلام .. !!!

يقال يا صديقي أنّك أسأت إلى الدين الإسلامي ويناسون يا شقيق روحي جرائم داعش وفظاعتها .. طرد المسيحيين من الموصل وتشرديهم يضربون في القفار في ذلك المسمى وطنا ولا يجدون حقّ اللجوء في وطنهم .. داعش ذلك التنظيم الحقير القاتل من سلب من الدين الحياء والإنسانية هؤلاء من يثبتون أنهم أعداء الإنسان ضاقت بهم الحياة فمارسوا القتل نكاية في أجمل النعم الحياة وما أجمل الحياة يا صديقي هي تنتظرك خارج السجن لتعيشها كأجمل ما يكون ولا تنسى تحضر جيّدا لها كعاشق إنتظر طويلا وإقرأ من الكتب مثنى وثلاثا .. وأكتب يا رائف فالعالم من غير حبرك ينقصه البهرج والبهجة .. رائف طال غيابك عنّا فتجلّد بالصبر والأمل نكاية في 600 جلدة من أين جاؤوا بكلّ هذا الحقد والبربرية القاتلة قل لي بربّك .. بقلمك وبفكرك من أين جاؤوا .. ؟؟

ستخرج يا صديقي وسنحتفل مع رفيقة دربك العظيمة إنصاف حيدر من تحاربهم في الخارج كألف لا تخف لك أحبّة ينتظرونك والفرج قريب مهما طال الزمن فالحبّ والإنسانية يا صديقي جنسيتنا .. لقد وحدت كلّ من امن بقضيتك بقطع النظر عن اللون والعرق والدين والجنس .. نحن أمة الإنسان التي لن تخضع لسلطان القهر والقمع ولن تسلم في حقها في الفرح والحياة للأصوليات المقيتة سنسحقها وسنعلي صوتنا عاليا : حرّية حريّة .. وإشهد يا رائف أنّك صديقنا ورفيقنا وسنلتقي يوما كما وعدتك ووعدتني .. ونحن إن وعدنا لن نخلف الوعد إن حيينا .. الحياة تليق بنا صديقي .

fouy

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *