arablog.org

الحشـــــاشون الجدد

حشـــاشــــــون وحشـــــاؤون ويحشـــون فيه يقال أنّ هذه الجملة المرفقة أعلى هذا النص ترجع للكاتب الحرّ سليم دولة الذي ترك الفلسفة ليترشح إلى كرسيّ الرئاسة وهل صار هذا الكرسيّ مطمعا للكلّ للأحمق والطرطور والفاسد والأستاذ والفيلسوف !!! .. ويح كرسي يجري وراءه أسياد القوم وسقط المتاع .. !!! ، أنا حقا لا أعلم إن كانت هذه الجملة عنوان ما خططت لسليم دولة أم لا ولكن إستهوتني هذه الكلمات في الواقع البشع الذي تعيشه تونس ، واقع بشع إلى حدّ الموت الروحي والفكري والعاطفي ، قحط سياسي وشعبي ، وكأنّ الأفيون والحشيش وكلّ المخدرات صارت موزعة بالتساوي بين النخبة والشعب وبين السلطة والمعارضة ، من يدّوخ أكثر سيربح أكثر ، هكذا أصبحت قوانين اللعبة الجديدة لعبة الديمقراطية التي ابتدأت بحضن اليساري لأخيه اليميني الديني وبالحديث عن الديمقراطية والحرية وخاصة حريّة المرأة ، أعترف في لحظة صدق أنّي كنت من مناصري حركة 18 أكتوبر وشعارها الرنّان : الجوع ولا الخضوع كان هذا في أول العشرينات من العمر واليوم وأنا في اخر العشرينات أقول ويحي كم كنت مراهقة وغبيّة .. !!!!

صار تغييب الوعي الشعبي أهمّ مبدأ يقوم عليه المشهد السياسي حين يحتدم غلاء المعيشة والعجز الشرائي ، إيّاك أن تتحدث عن الإصلاح الإقتصادي يمكنك الحديث عن داعش أو سجن ناشط فايسبوكي أو الحديث عن حريّة التعرّي لفيمن ومناضلاتها أو الحديث عن عادل العلمي والأربع زوجات ومسيرات السلفيين والنقاش حول قتل الطاغوت فرض أو ذنب وإيّاك أن تتحدث عن اللوبيات الجديدة في الإقتصاد بعد إنهيار عائلة الطرابلسي أصهار الرئيس السابق تناسلت عائلات كثيرة وأصبحت طرابلسية جدد يلعبون دور القدماء في تكديس الثروات وإمضاء الصفقات ووو .. !!!

في مقابل هذا تعود فرقة الحشاشين إلى المشهد السياسي أو “الحشاشون الجدد ” بقوّة عن طريق وسيلتهم الأوفى في المقاومة اوالتغيير : الإغتيال ونشر ثقافة الموت كإرسال الشباب التونسي إلى الموت في البحار أو إلى جبهة القتال تحت مسميات الجهاد من أجل سوريا وإعلاء راية الإسلام ، خلنا أنّ وجود هذه الفرقة إنتهى منذ قرون ، نشير إلى أنّ فرقة الحشاشين قد أسسها الحسن بن الصباح بعد إنفصالها عن الدولة الفاطمية وهي طائفة إسماعيلية نزارية وقد تركز حكمها في إيران والشام ولم تستطع الخلافة العباسية والفاطمية القضاء عليها ولم تنتهي سوى على يد هولاكو ملك المغول ربّما لأنّه كان أشدّ قمعا وإرهابا منهم لذلك إنتهوا على يديه .. يعود حشاشو العصر الحديث إلى القتل لتصفية خصومهم وفرض سلطانهم بالقوة والترهيب ليس غريبا أن يطلق عليهم حكام الموت فيما مضى وحكام الخراب في الواقع الحالي لم يمرّ حشاش ببلد ما ولم يتركه مضغة سهلة لليأس والدمار مصر نموذجا والسودان وليبيا وتونس خير دليل على ما عاشته من عبث الحشاشين هناك ..

صار الفعل السياسي إستعراضا لإمكانيات السياسيين في التسويق لمنتوجاتهم الإيديولوجية : حين يبارز اليساري أو الحداثي خصمهما اليميني بأنّه عدوّ الحرية والمرأة فيرّد عليهما الإسلامي بأنّهما عدوّا الربّ والإسلام ويكفرّهما على الصفحات الإجتماعية وفي مجلس النواب ويدعو إلى سحلهما والتنكيل بها بايات قرآنية ثم يقتلهما غدرا كما قتل الشهيد شكري بلعيد … وأما عن الشعب فيتقاذفه كل من العاطفة : الدين ثواب الجنة والعقل : مصيره على الأرض ولكن هل يمكن أن يحسم ، كلّ ما يعلمه أنّ الحالة متعبة أصل ولا داعي إلى ذكر باقي الجملة ستقول لي أيّها القارئ لقد كتبت ما أشنع ممّا قاله عمّ علي مواطن الجمايلية عطاشى سأجيبك وهل مازال للحشائين مكان اخر ليحشون فيه كل قاذوراتهم وانتهازيتهم بعد أن استشرى الحشاشين في البلد ، كل ضائع عن طريقه وبل في طريقه لا يعلم أين سيتوقف .. ترى هل أصبح الهباء ميزتنا والفناء غايتنا … هل نعيش حقّا سؤال يجب أن يطرحه كلّ فرد فينا : هل أنت حيّ .. هل حقا تشعر بأنّك حيّ فعلا ؟

ألم يقل أبو القاسم الشابي إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بدّ أن يستجيب القدر … لا حاجة لك بالقدر بعد أن صار ماركة ممضاة من الإخوان ودينهم .. إصنع قدرك أيّها الشعب وأفق من وهم أفيون الدين واترك الحشاشين في وهمهم إياك أن تترك لهم حرية العودة إنهم حكام الموت حتى ولو لبسوا لبوس الورع والتقوى وإيّاك أن يحشو الحشائين حلمك في الحياة والحرية والحبّ … أنفض غدرهم وإنتفض فلك في الحياة ما تصنع .. !!

كتبت خولة الفرشيشي

SAINT MICHEAL

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *