بعد صراع طويل مع المرض رحل سميح القاسم هذا اليوم 20 أغسطس 2014 .. ترجل سميح القاسم عن صهوة الحياة نحو الموت بعد مسيرة زاخرة من الإبداع والنضال من أجل الحرية : حرية الوطن والإنسان .. رحل سميح القاسم ليلتحق بالعظماء وكأنّ الحياة لم تعد تستوعبه وكلّ أحبته رحلوا وتركوه وحيدا يكتب ويقرأ ولا أحد ينافسه … وهل من بعد محمود درويش منافسا يبارز بالقصائد درويش الذي حمله فوق الحزن أحزانا كما رثاه :
تَخلَّيتَ عن وِزرِ حُزني
ووزرِ حياتي
وحَمَّلتَني وزرَ مَوتِكَ،
أنتَ تركْتَ الحصانَ وَحيداً.. لماذا؟
وآثَرْتَ صَهوةَ مَوتِكَ أُفقاً،
وآثَرتَ حُزني مَلاذا
أجبني. أجبني.. لماذا؟.
إنتهى حزن سميح القاسم هذا اليوم سيلتقي بدرويش سيعانقه لم يعد للنرجسية مكان بينهما فكليهما من سلالة الحرف وإنّ الحرف أنصف من الربّ أحيانا لأنّه يخلّد صاحبه وينصفه ولو بعد أجيال … رحل الفارس الشاعر .. رحل الشاهق الشامخ الساكن في صفحات النضال الفلسطيني والإنساني .. رحل عظيم اخر من العظماء سنتذكره بحنين الأرض إلى الحرية تلك الأرض التي أنجبت سميح ولم تبعده ضباع الإستعمار والمنفى والمرض والقحط والخيانة عنها … رحل سميح القاسم وسينقص القصيدة حرف وبحر .. وضوعة حرية .. رحلت يا سميح وهل هناك من يرثيك بعد أن خذلك درويش ورحل قبلك !
خولة الفرشيشي
قرات له بعض القصائد و أنا حزين لهذا الخبر الأليم، على كل موروثه الثقافي و قصائده حاضرة بكل تأكيد و هذا هو الشيء الذي يعجبني في القلم و الكتابات: تخلد صاحبها حتى بعد وفاته. أشكرك على التدوينة 🙂