arablog.org

مشروع خولة : لعنة جسد 1

سأكتب دون أن أهتم ماذا سأكتب … سأكتب حتى تطفئ كل النيران بأعماقي .. لا يهمّ كيف البداية ولا حتى النهاية سأغرس قلمي في الورقة سأمزقها كما مزقت بكلمات قتلتني وأطفأت نيران اللهفة بداخلي .. يقال أن الكتابة فعل نبيل هو ثمالة الفكرة على بياض الورقة .. سأنسف نبل الكتابة هي وحشية الدم يراق على عذرية الورق ..لو تسنى لي أن أمسك سلاحا لقتلت نصف من على الكرة الأرضية لأريح النصف الاخر من مشاكل المجاعة والفقر والبطالة .. هذا الكوكب لا يتسع للجميع إما لنا أو لهم .. لا تذهب بخيالك بعيدا لسنا ملائكة وليسوا شياطينا ..
إما نحن أو هم فلا تحاول التخندق وراء شعارت رنانة فقد تركنا الشعارات لمن يتقن البيع والشراء في مزادات الأوطان .. وطن للبيع يبيعه مثقف، مناضل، شيخ دين، أو إمرأة لعوب تزينت ببهرج الثقافة وأصبحت حقوقية تدافع عن حقوق الإنسان تحت يافطات الدول الكبرى بأموال الغرب أو العرب لا يهم فالريال مثل الدولار له نفس القيمة … وأنت ماذا تكسب : قل ما في جيبك أقول لك من أنت ، إياك أن تتحدث عن الإنسانية والثقافة وحق المصير والعقيدة كلّه لا يساوي نقرة دولار تتركه بقشيشا على طاولة نادل يحترمك أكثر كلما دفعت له بسخاء أكثر … سأكتب لا يهمّ كيف ومتى وأين كلّما هربت منكم أكثر سأقتلكم أكثر على الأبيض .. وسينال الأسود من البياض وإيّاك أن تنزّه الأبيض على الأسود وما أدراك أنت ربما يكون الأسود أكثر نبلا وطهرا لأنّه الأوضح والأكثر شجاعة على تمريغ الابيض بوحل سواده .. أنا أحبّ الأسود لأنه نال من شبهة البياض وأعشق البرتقالي لأنّه ترفع عن وحشية الأحمر ..
سأكتب كما لم تكتب إمرأة من قبل .. سأكتب بلعنة جسدي وجسدك عن حقيقتنا المقيتة التي تنكرها في خطبة جمعة أو خطبة سياسة .. سأكتب عنك سيّدتي لا يهمك تفاصيل ما كتبت إن كانت تخصني أو تخص إحدى صديقاتي .. يكفي أنّنا نمتلك جسد لعنة في مجتمع لعنة .. إلعنيه سيّدتي إلعنيه حتى تتخلصي من ورطة وجودك فيه تخلصي منه وأطلقي العنان لجناحيك وحلقي فوق الفكرة والحرف .. حلقي فوق الرجل والسلطة وحلقي فوق تراب جعلونا نؤمن برمزيته فوق تراب سميّ وطن قبر أبناءه جوعهم شردّهم وقتلّهم ولكن مازالوا يؤمنوا به وطنا … ليس لي وطن سوى قلوب أحبتي حتى ولو كانوا قلائل .. أنا كائن عاطفي أعيش بالحبّ إذا إنتهت عاطفتي أموت ولكنّي لا أملك شيئا من عاطفة تجاه هذا المسمى وطن .. دعك منّي أنا عميلة ولكن لا فلس لي ولا أرصدة لي سوى بعض حروف أحاول فكها وتفكيكها وصناعتها من جديد حتى تصبح فكرة .. سألد فكرة تركت لكم الأطفال لا حاجة لي بهم تركت لكم الأمومة والأبوة .. لا حاجة لي بشخص أمتلكه أزرعه بعرق حبّي ليقتطفه غيري .. لا حاجة لي بعقد إجتماعي يضمن لي بقائي بينكم بإحترام مبالغ فيه كأن يقول لي أحدكم سيّدة فلان ويؤكد على ذكورية اللقب لإمرأة نالت بركة ذكر ما فأصبحت محترمة … لا يهم أخذت قرار الكتابة وأنا تحت طائلة الجرح لن أريق دمي بينكم حتى لا يتشفي أحد منكم سأريق سوادي بينكم وفيكم .. فحيّ على السواد إنّه أكبر الحقائق وأزكاها !!
خولة الفرشيشي

يتبع
cigar

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *