arablog.org

المقاتل الداعشي ناكح الشرف الإجتماعي “قراءة لظاهرة جهاد النكاح “

بعد مرور مدّة زمنية لم يذكر فيها جهاد النكاح في الإعلام التونسي طفت على السطح هذه القضية من جديد بعد عودة أبو نضال المقاتل التونسي من سوريا صحبة زوجته أم أسماء التي قامت بجهاد النكاح مع مقاتلي تنظيم داعش الدموي في مدينة حلب السورية وذلك قبل هروبهما نحو تركيا ثم إلى تونس .

نذكر أنّ السلط الرسمية نفت تماما هذه الظاهرة وإعتبرتها تهمة وجهت إلى الحكومة التونسية ” الداعمة لما سميّ ثورة هناك ” من طرف النظام السوري ويأتي ذلك ضمن الحرب الإعلامية التي شنّها ضدّ أعداءه ورغم ذلك يعود عدد محدود من الفتيات إلى تونس من سوريا بعد قيامهن بجهاد النكاح وهو ما يؤكد صحة الإتهامات التي وجهها النظام السوري إلى حكومة التونسية وتأتي ظاهرة تصدير الشباب التونسي شبابا وفتيات بعد تسهيل منافذ الإرهاب بعد 14 جانفي بتغذية مشاعر الكره بين العلمانيين والإسلاميين وبإستضافة شيوخ التطرف في منابرنا ومساجدنا وبعد التراخي في ملاحقة أصحاب التصريحات المتشنجة والمشحونة بالعنف لقادة سياسيين يعتبرون قدوة لبعض الشباب .

لنحاول قراءة جهاد النكاح من زاوية أخرى كيف يمكن لفتاة إجتهدت في التديّن تقربا لله وطمعا في جنته أن تقدّم جسدها مضغة سائغة للرجال هكذا بسهولة ودون خوف من العقاب الأخروي !!! .. قبل هذا كلّه أسبغ الدين الإسلامي على الجسد الأنثوي قداسة حرم المرأة من التمتع به فهو ليس ملكها بل ملك الدين والعادات والتقاليد إذ يحكم كلّ هذا نظرة أخلاقية تقدّس الجسد العذري وتدنّس الجسد المجرّب الذي نال متعا كثيرة خارج إطار الدين والمجتمع .. إذ تحرص الفتاة المسلمة على عذريتها كحرصها على حياتها وتحرص الزوجة على صيانة عرضها المتعلق أساسا بجسدها , هذا حال النساء المسلمات في مجتمعاتنا إذ يرتبط الجسد الأنثوي بمضامين الشرف والكرامة وحمايته حماية للمجتمع كله وليس مجرّد حماية شخصية لأحد أفراده فالجسد في المجتمعات الإسلامية لا يحمل قيمة وجوده المتحرك في الفضاء الإجتماعي بل يحمل قيمة أخلاقية أوّلا قبل كلّ القيم الأخرى ، فإخلاص المرأة لزوجها فرض ديني على المرأة فكيف قبل وتقبل المقاتل التونسي خيانة زوجته أمّ أسماء .. ؟

إنّ ظهور داعش في المشهد الحالي ونجاحها في إستقطاب الشباب والرجال إلى درجة التفريط في شرفهم حسب القيم الإسلامية أي تسليم زوجاتهم للنكاح مع بقيّة المقاتلين كما فعل أبو نضال التونسي في مدينة حلب السورية يدعو إلى الريبة والشك في هذا التنظيم الذي قطع مع أخلاق الوعي الجمعي رغم أنّه يدعي الإسلام منبع هذه الأخلاق الجمعية المتعلقة بالشرف المناط بعهدة الجسد : إذ يصبح القتال وليمة لإراقة الدماء ولو كانت دماء الأطفال والنساء والمدنيين العزّل وأيضا لتنظيم حفلات جنسية يتشارك الجميع في جسد أنثى واحد فقط تنظم أوقات دخولهم عليها .. إنّ وجود داعش في المشهد الديني يسيء إلى مليارات المسلمين الذي يخشون مواجهتها جهرا بالتبرأ منها وبتنظيم مظاهرات وبقطع المدّ عنها لأنّ أغلبهم يحملون مشروع داعش : إراقة الدماء لمن لا يوافقهم الرأي للكفار خاصة ولإشباع نزواتهم الجنسية التي لا تشبع أبدا … فالداعشي يظهر في صورة الناكح الذي فقد عقله بعد أن فقد قيمه وأخلاقه بالقتل والإغتصاب والسرقة فقد أهدر الداعشي كلّ الأخلاق وأسس لأخلاق الغاب في القرن ال21 من يملك السلاح يعيش ومن لم يملكه ينكح ويموت … فمن يشجع داعش ويبرر أعمالها بعد ثبوت اخر جرائمها جهاد النكاح هو مجرم أيضا يؤسس لمشهد سوداوي غارق في أوحال الدماء والسائل المنوي لذكور لم يستسيغوا بعد أن العالم يتقدّم ولا يرجع إلى الوراء أبدا وأن الدولة الإسلامية حلم بالنسبة لهم لن يتحقق وكابوس للعقلاء سيظلون يحاربونه بكلّ ما أوتوا من قوّة .

كتبت خولة الفرشيشي
salaflaf

3 Comments

  1. محمد سعداوى

    ليس لدى تعليق على راقى فكرك و سلاسة عرضك و سليم منطقك سوى : صح لسانك

    Reply
    1. khaoulaferchichikhaoulaferchichi (Post author)

      شكرا على مرورك الأنيق سيّدي 🙂

      Reply
  2. فاتن عقرباوي

    دمت ودام قلمك يارائعة

    Reply

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *