arablog.org

الإرهاب لا زمن له : حين ترث داعش إرهاب الحجاج

عرف التاريخ العربي الإسلامي أبشع الجلادين الذين ساهموا في إضفاء الرعب على الدولة الإسلامية ومن أشهر هؤلاء الحجاج الذي تقلد مهامه مع خامس الخلفاء الأمويين عبد الملك بن مروان هو الحجاج بن يوسف من قبيلة ثقيف الحجازية أظهر ولاءه وحماسه للدولة الأموية وقد تنقل في عديد من الوظائف من الشرطة إلى الجيش وصولا إلى الإمارة التي مكث فيها عشرين سنة .

ساعد الحجاج في إضفاء الإرهاب بنسبة أكبر ومنع الحديث عن سيرة الخلفاء الراشدين ابو بكر وعمر بن الخطاب حتى لا ينشغل الناس بالماضي ولمقارنة حاضرهم في حكم الأموين الذي اشتهر بالقسوة والقمع الحكومي .

تنقل الحجاج في مناصب متعددة حتى إستقرّ به المطاف واليا على العراق أيام كانت المعارضة مستعرة ضدّ الإرهاب الصادر عن الأمويين فقام الحجاج بقمعها بنزعة دموية ومتسلطة وقد وصل عدد ضحايا حكمة إلى مئة وعشرين قتيلا ضربا بالسيف يذكر التاريخ أنّه أثناء دخوله العراق دخل الكوفة وقصد مسجدا وخطب في الناس مزمجرا ساخطا قائلا مقولته الشهيرة : أما والله إنّي لا أحتمل الشرّ بحمله وأحذوه بنعله وأجزيه بمثله وإنّي أرى رؤوسا قد أينعت وحان قطافها وإنّي لصاحبها وإنّي لا أنظر إلى الدماء ترقرق بين العمائم واللحيّ فهو شخصية دموية يظهر حبها للدم وإسالته والتمتع بهذا الفعل الإجرامي وكأنّه فعل طبيعي لا ينتقص من إنسانيته بل يزيد من بطشه وعظمته خاصة وأنّه موكل من طرف الخليفة عبد الملك بن مروان في فترة شهدت معارضات ومحاولات للخروج عن حكم الأمويين .

كما مارس الحجاج التعذيب بطريقة الضرب والجلد وإستعمل اليات مستحدثة كوضع الضحية عاريا على قصب مشقوق ويذر فوقه الملح ليزيد من درجة الالام التي تحدثها جروح القصب كما إستعان بحيوانات مفترسة لإيذاء الضحية ولزيادة وسائل التعذيب كما أعدم النساء اللواتي نشطن بالمعارضة إقتداء بزياد بن أبيه الذي لا تقل سيرته إرهابا عن سيرة الحجاج .

وقد توفيّ الحجاج تاركا بسجونه ما يقارب خمسين ألف رجلا وثلاثين ألف إمرأة ولم يعرف عن الحجاج ذنوب كالزنا وشربه الخمر بل عرف أنّه حافظ للقران خاصة تلك الايات التي تحث على القتل والقتال

خلنا أن إرهاب الحجاج قد ولى وقد وثق في حوادث تاريخيةوصارت سيرته من حكم الماضي الذي إنتهى وأنهى مأساة ضحايا الحجاج إلا أنّ الحجاج يعود بعد 13 قرنا إلى عصرنا الحديث هذه المرّة ليس وحيدا بل صحبة حجاجين اخرين يظهر هذا في أبشع تنظيمات العصر الحديث تنظيم داعش الإرهابي الذي إستمد من سيرة الحجاج ركائز ومقومات ممارساته اليومية .

لا يختلف عاقل أن تنظيم داعش فاق بشاعة حكم هتلر والحجاج طالما أن الفضائيات والتقنيات الحديثة وثقت هذه الجرائم حتى لا يستطيع فرد منّا نسيانها من رجم المرأة بموافقة ومباركة أبيها المتدين والمتهمة بالزنا بأحد أرياف سوريا في مشهد تراجيدي أو إعدام 150 مرأة بالموصل بعد رفضهن لجهاد النكاج مع هؤلاء الدواعش وصولا لما فعله هذا التنظيم في حق نساء كوباني وحمل رأس المقاتلة التي إستشهدت قبل أن يغتصبها داعشي تنفيذا لما كان يفعله أسلافه مع السبايا هذا ولا ننسى بيع النساء في سوق للنخاسة وأذكركم هنا أن الأزيدية وصل سعرها إلى 15 دولارا وصولا إلى جريمة العصر حرق الطيّار الأردني حيا إستنادا على سيرة أبي بكر الصديق الذي أحرق قبائل الردة حسب ما وثقه أكثر من مصدر تاريخي وهو ما ينسف حرية الإنسان وقيمته مع هذه التنظيمات البائسة والتي عزز بؤسها تنظيمات أخرى تدعي الوسطية والإعتدال كالأزهر الذي دعا الى صلب وقطع أوصال هؤلاء المجرمين فهم يؤكدون أن حدود الإسلام منافية لقيم الحرية .

حين نقول أنّ داعش وريث شرعي لإرهاب دولة صدر الإسلام وجلاديها ومن بينهم الحجاج لا نظن أننا أخطأنا فقد أثبت هذا التنظيم أنّه عار القرن الواحد والعشرين ليفرض من جديد على المسلم الحصار داخل منظومته التي يحاول رتقها من الداخل رغم معرفته الأكيدة أن التاريخ أثبت قمع وتسلط الدولة الإسلامية التي قتلت وتفننت في التعذيب بأسم الدين .. من واجبنا اليوم أن نرفع راية الإنسان فالإنسان أقدس مقدسات العصر الحديث ومن واجبنا الدفاع عنه والتصدي لهذه الهجمات الإرهابية التي تستبيح الإنسان .

كتبت خولة الفرشيشي

aechh

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *