arablog.org

محمد الطالبي وبداية الإنهيار !

أحدثت تصريحات المفكر التونسي محمد الطالبي ضجة كبيرة بتونس بعد ظهوره الإعلامي بعديد البرامج التونسية وإعلانه أنّ القران لا يحرّم شرب الخمر نذكر أن جمعية المسلمين القرانيين قد أصدرت الشهر الفائت بيانا حول جواز شرب الخمر ولم تكن هذه المرة الأولى التي ينشغل المجتمع التونسي بتصريحات محمد الطالبي أستاذ التاريخ بالجامعة التونسية والذي يقدّم نفسه مسلما قرانيا يستلهم من القران الأحكام غير ابه بقراءات شيوخ السنة والشريعة .

talbi
وكانت ردّات الفعل متفاوتة بين القبول و الصدمة من المجتمع التونسي الذي إنشغل بالتصريحات النارية للدكتور محمد الطالبي فشق من الناس يعتبر الطالبي كافرا زنديقا وأنّ تصريحاته تساعد في نشر الفساد الأخلاقي وشقّ اخر يعتبر أن محمد الطالبي أشعل الشرارة الأولى للثورة الفكرية التي تأخرت كثيرا في المجتمعات الإسلامية التي ساعدت بمؤسساتها الفقهية في خنق العقل النقدي بطرق عدّة كعزل صاحبه وتكفيره وصولا إلى قتله والتنكيل به .

serbone
ألقى محمد الطالبي محاضرته حول الإسلام والعلمانية سنة 1984 بجامعة السربون في قاعة رنيه ديكارت .

لعبت الشريعة الإسلامية دورا مهما في تكوين شخصية المسلم فهي ساهمت في تحديد وضبط حدود العقل الإسلامي الذي لا يستطيع التحليق خارج حدود الشريعة ، نذكر أنّ الشريعة مستندة أساسا على الأحاديث النبوية والتي كتبت إنطلاقا من القرن الثالث للهجرة وهو ما يعتبره القرانيون مفتقدة للصحة خاصة تلك التي لا تتوافق مع النص القراني فالمسلم مستسلم بطبعه للنصوص والشيوخ وينكر كل تقدّم أو تطوّر في فهم النص المقدّس بل ويذهب إلى رفض كل مستحدث وقد شهد التاريخ الإسلامي حوادث إعدام بترحاب العامة بحق العديد من المفكرين بتهمة الردّة والكفر .

جاءت تصريحات محمد الطالبي في مجتمع ذو غالبية مسلمة صحيح أنّه لا يشبه غيره من المجتمعات الإسلامية المنغلقة إذ يتمتع المجتمع التونسي بهامش حرية عن غيره من المجتمعات الإسلامية الأخرى ولكنّه يبقى رهين الفكر المنغلق بشأن المسألة الدينية وقد إنعكس هذا على ردّات الفعل تجاه التصريحات الأخيرة ليصطف المسلم العادي إلى جانب الشيوخ في تكفير الطالبي وإن كان ضمنيا وغير مصرحا به ولكن يبقى الإستهجان والتبرؤ من الطالبي شكلا دفاعيا عن المنظومة المنغلقة على نفسها والتي تخاف فتحها من الخارج .

رغم الجدل القائم في تونس حاليا حول تصريحات الطالبي بشأن تحليل الخمر والبغاء إلا أنّي أعتبره خطوة إيجابية في طريق الدراسة والتمحيص وإعادة النظر في التراث الإسلامي وفي 14 قرنا من المعرفة الإسلامية فتحليل الخمر والبغاء خطوة أولى لفتح ملفات عالقة وشائكة حول علاقة الدين بالحرية خاصة وأنّ الإسلام الدموي يعود من جديد في ليبيا وسوريا والعراق وما يفعله التنظيم الأكثر دموية داعـــش في العصر الحديث من إساءة للذات الإنسانية ، فالطالبي هنا قد ضحى بصورته ربّما كما يعتقد كثيرون ولكنّه قدّم نفسه فداء للمعرفة النقدية وإعادة النقد في تراثنا الإسلامي الذي لم تطاله العقول وبقي مخزونا لا شعوريا يعتمد أساسا على أحاسيس والمخزون العاطفي للمسلم لا على عقله .

إنّ الطالبي وجمهور المؤيدين له رغم الإختلافات الفكرية يساهمون عن وعي لثورة فكرية ستعصف بعروش الشيوخ الحاكمين لهذه المجتمعات فالحاكم العربي لا يستطيع البقاء دون تزكية الشيخ كما هو الحال في بلدان الخليج وكما بدأت تونس أول الثورات السياسية في العالم العربي ربما ستساهم أيضا في إندلاع الثورة الثقافية التي بدونها لن تتقدم مجتمعاتنا .

كتبت خولة الفرشيشي

1 Comment

  1. hechmi amiri

    اعتقد ان الدكتور الطالبي اخطا لا لانه احل الحرام بل لانه تعمد فعل ذلك مع ورود النص صراحة في التحريم وقد سلك نفس طريق من حاول التحيل على النص واستمر في شرب الخمر حتى النهاية ولولا خوفه من تطبيق قاعدة الالزام عليه لاستخدم تلك السير للاستدلال وتاكيد مذهبه الطالبي يخشلى قدسية كبار الصحابة بقدر تطاوله على الله لذلك اختار التقول على الله بدل الطعن او التشهير بالصحابة
    لذلك اعتقد انه لم يكن بريئا في اثارته ….وتعمد اهمال ادلة التحريم الصريحة للخمر في القران

    Reply

اترك رداً على hechmi amiri إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *