arablog.org

رائـــف بــدوي يصدر كتابه الأول من داخل السجن

” جلدوك فخلدوك ” هكذا قال بعض المغردين على تويتر بعد تجرّأ السلطات السعودية على جلد سجين الرأي رائف بدوي على الملأ خمسين جلدة يوم 10 جانفي 2015 وهي التي وحدت كلّ العالم ووحدت جهوده في إطلاق سراحه إبتداء من منظمة العفو الدولية ونشطاء المجتمع المدني في كلّ العالم وصولا إلى بعض الأنظمة الديمقراطية التي إنتقدت أوضاع حقوق الإنسان بالمملكة العربية السعودية اخرها النظام السويدي الذي أعرب عن قلقه من وضعية حقوق الإنسان بالمملكة وهو ما سبب في إندلاع أزمة ديبلوماسية بين البلدين .

تعود قضية رائف بدوي مؤسس الشبكة الليبرالية السعودية إلى أواخر سنة 2012 بعد توجيه تهم الكفر والإساءة إلى الدين الإسلامي لتحكم عليه إحدى المحاكم السعودية في 2013 بالسجن سبع سنوات والجلد 600 جلدة وإغلاق موقع الشبكة الليبرالية السعودية وفي ماي 2014 تمّ تشديد الحكم على رائف بدوي بالسجن عشر سنوات وألف جلدة وتغريمه مليون ريال سعودي .

تعتبر وضعية حقوق الإنسان بالمملكة العربية السعودية سيئة للغاية خاصة حين يرتبط الأمر بهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتي كانت السبب الأساسي في سجن رائف بدوي الذي إنتقد عملها الذي يسئ إلى الحرمة الجسدية والكرامة الإنسانية وقد طلب انذاك عرض رئيسها على محكمة العدل الدولية ويعتبر رائف بدوي في عرف المواثيق الدولية أنّه قام بالتعبير عن رأيه ولم يفعل شيئا مسيئا ولكن في دولة يرتبط فيها الديني بالسياسي تصبح حرية التعبير جريمة لا تغتفر تحت مسميات حماية المقدّس .

طيلة سجن رائف بدوي والذي إمتد إلى سنتين ونيف خاضت زوجته إنصاف حيدر وشقيقته سمر بدوي وهي أيضا زوجة محامي رائف بدوي الذي إعتقل أيضا وليد أبو الخير عقابا على نشاطه الحقوقي ورغبته في التحرر وإرساء ملكية دستورية تحترم الإنسان وحقوقه .. فقد خاضتا سمر وإنصاف بعض التحركات والنضالات من أجل إخراج كلّ من رائف ووليد من السجن ومازالتا إلى اليوم تناضلان من الخارج من أجل سجناء الرأي بالعربية السعودية .

في الأيّام القليلة الفارطة نشر خبر بإحدى الصحف عن إعتزام رائف بدوي نشر كتابه الأول وهو داخل السجن وبالتثبت مع عائلة سجين الرأي فقد أكدّت زوجته إنصاف حيدر في منشور على شبكة التواصل الإجتماعي أن كتاب رائف الجديد سيصدر قريبا باللغة الألمانية عن دار النشر الألمانية أولشتاين والكتاب عبارة عن المقالات التي نشرها رائف بدوي قبل القبض عليه ومحاكمته .

نعود إلى كلمة البدء جلدوك فخلدوك هكذا فعل النظام السعود بنفسه رغم محاولته إخراس صوت رائف بدوي إلا أنّ الفكرة أثبتت أن لها جناجين للطيران حتى ولو كان صاحبها محبوسا وكتاب رائف بدوي الأول يعكس صحة هذه المقولة فالفكرة لا يمكن قتلها أو قمعها فهل تصل الرسالة إلى النظام السعودي ؟

كتبت خولة الفرشيشي
fouy

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *