ودّع المسرح التونسي أحد أهمّ رجاله المبدع عزالدين قنون والذي وافته المنية يوم الأحد 29 مارس 2015 ويعتبر قنون أحد أهم المسرحيين التونسيين الذين أضافوا الى المسرح التونسي إذ تزخر مسيرة الراحل بعديد المحطات الفنية ، تحصل الراحل على ديبلوم المسرح من تونس سنة 1976 ثم على الإجازة في الفنون المسرحية من جامعة السربون سنة 1980 وفي 1985 عمل على إصلاح صالة قديمة بمنطقة باب الجزيرة بوسط العاصمة لتصبح أحد أهم روافد الإبداع في العاصمة وأطلق عليها إسم الحمراء للفنون والتي كانت تحتضن أعمال الراحل قنون وأيضا كانت فضاء للجمعيات المحاصرة زمن النظام السابق وأصبحت لسان المضطهدين في عهد الترويكا فمن الحمراء إنطلقت المسيرات تنديدا بالقمع الذي حدث في سنوات الترويكا الحاكمة .
أخرج الراحل عزالدين قنون عشرات المسرحيات الناجحة “طيور الليل ” و “غيلان ” و ” نواصي ” و ” حبّ في الخريف ” ” واخر ساعة ” وغيرها من المسرحيات الهامة والجادة والتي أثرت في منحى المسرح التونسي والعربي كما عمل الراحل على تدريب العديد داخل تونس وخارجها في مجال المسرح بعد تأسيسه أول مركز إفريقي للتأهيل والبحوث المسرحية سنة 2011 وقد لعب عزالدين قنون عديد الأدوار في عدّة أفلام تونسية لأهمّ المخرجين كمفيدة التلاتلي و إبراهيم باباي وفاضل الجعايبي كما تحصل قنون على عدّة جوائز وطنية وعربية وعالمية وشغل في أكثر مرّة منصبا في لجان التحكيم للمسابقات المسرحية داخل تونس وخارجها ويعتبر المبدع الراحل من أهم المثقفين الراديكاليين الذي وظفوا فنهم من أجل النضال والإرتقاء بالذوق العام كما يعتبر الراحل من أهم الفنانين الذين ناصروا قضية الشعب الفلسطيني قولا وفعلا إذ كسر المبدع الراحل حصار الشعب الفلسطيني بزيارته ضمن فريق مسرحية اخر ساعة في ابريل 2010 ضمن مهرجان رام الله للمسرح ” أيّام المنارة ” والتي أثارت الجمهور الفلسطيني الذي خرج بعضهم وقال اخر ساعة لقد جعلتنا نحب الموت وهي مسرحية تصور الساعة الاخيرة في حياة نجمة وهو الدور الذي تلعبه الفنانة القديرة ليلى طوبال وقد كتب النقاد الفلسطيين أهم المقالات حول المسرحية انذاك ومن أهم المقالات “مسرحية اخر ساعة التونسية جعلتنا نحبّ الموت” للكاتب ” يوسف الشايب ” .
خولة الفرشيشي