arablog.org

كيف يصبح الرجل مومسا ؟!

إرتبط مفهوم العهر بالنساء إذ حمل المجتمع قيمه الأخلاقية ومضامينه على جسد المرأة فإن خرجت على المحاذير أصبحت عاهرة وتنزع عنها صفة الشرف ويمكن أن تسقط فتشتغل بجسدها وتصبح مومسا .. أغلب المومسات بدأن مشوارهن المهني بغدر رجل وموت أحلامهن فأصبح التربّح من الجسد حرفة من لا حرفة لها .. لا تبحث المومس عن النشوة والمتعة بل عن من يدفع أكثر فالجسد للجميع والمال لها وحدها .. منذ القدم كان البغاء يوفر فرص عمل للنساء اللواتي رفضهن المجتمع ولفظهن فإخترن الدعارة والإشتغال بها يدير أعمال المومسات مومس متقاعدة أو قوّاد يتربح من شغله معهن بعض الأموال ولم يسبق أن إشتغل رجل بجسده في الدعارة وأطلق عليه لقب مومس … ؟!!!

في السنوات الأخيرة ظهر جيل من الرجال يعمل مومسا عن قصد أو دون قصد .. هؤلاء الذين يبيعون شبابهم لعجائز أوروبا من أجل الهرب من جحيم الفقر والفاقة من بلدانهم الأصلية فلم يعد يهتم بفارق السنوات وبشبابه وجسده الغضّ الذي باعه لجسد مغضن بالتجاعيد والأمراض مقابل ورقة العيش في أوروبا .

وبعد ظهور الفيسبوك والشبكات الإجتماعية أصبح بعض الرجال يتصيدون فرائسهم كمومس محترفة تعرف الزبون الغنيّ من الزبون الفقير .. في أغلب الأحوال يكون هؤلاء من ذوي المظهر الوسيم وذوي اللسان اللبق الذي يستطيع أن يوقع بأجمل النساء وأكثرهن تمنعا … يتقن هذا الرجل المومس البحث عن فريسة ويدرس تفاصيلها جيّدا ويعرف أبواب الدخول إلى قلبها … يحادثها حسب إهتماماتها يرسل لها نكتا وقصائدا ويتواصل معها يوميا حتى يستطيع الإيقاع بقلبها … كثيرات من الفتيات اللواتي جربن الحبّ الإفتراضي وجرّبن لهفة علامة اللايك والتعليق .. كثيران هنّ من تعلق قلوبهن بشبح رجل إستطاع أسر أنظار الفتيات برشاقة تعليقاته وخفة روحه الإفتراضية وكثيرون هم يستخدمون هذه الأساليب للإيقاع بإمرأة .

يبدأ الحبّ إفتراضيا ليتوّج على أرض الواقع بحوالة مالية بعد إصرار كبير في أول الأمر على رفضها فهو السيّد ولكن إصرار الحبيبة أخجله وقبلها بشرط إرجاعها حالما يتوفر على المال الكافي … يبدأ في إثقال كاهل الحبيبة بالطلبات غير المباشرة أنا أحبّك ولكن لا مال لي حتى اتيك بالياسمين والنجوم … حين يفتحها الله عليّ سنبني عشّا جميلا نملأه بالأطفال والورود وغيرها من الوعود الوردية التي تتبخر حين تنتهي المرأة عن إرسال المال وهدايا الماركات العالمية أومضايقته بسؤال متى سنتزوج ؟؟

وفي أنحاء أخرى من العاصمة وتحديدا في المقاهي والحانات الفخمة يتواجد نوع من الشباب الوسيم والأنيق الذي يجلس ليصطاد إحدى الزبونات من النساء اللواتي يعانين من المشاكل الجنسية مع أزواجهن أو العازبات اللواتي فاتهن قطار الزواج فلم يرضين بحكم المجتمع وأخترن الحصول على اللذة ولو خارج الأطر الشرعية وبطريقة غير مباشرة تحصل عميلية العرض والطلب تبدأ بقهوة على الطاولة إلى الجنس على الفراش بمقابل يحدد سلفا تعطيه المرأة للمومس الذكر الذي لا يدرك أنّه يشتغل بجسده بل بالعكس فهو حسب وجهة نظره ذكي وقادر على جلب المال بأسهل الطرق وأصعبها أيضا .

هذه عينة صغيرة من الدعارة الذكورية التي تنشط على الشبكات الإجتماعية وفي الواقع ولكن لا أحد يجرؤ على تسميتها كما يجب فالرجل منزه عن فعل الدعارة في ذهن المجتمع وخاصة في أذهان النساء ولكن هذه العينة تستحق لقب مومس عن جدارة .

كتبت خولة الفرشيشي

tagg

1 Comment

  1. n2jm

    عفواً منك, و لكن عندما تقولين القدم, أي قدم تقصدين؟

    البغاء هو أقدم مهنة على الأرض, و لم يهمّش إلا بعد انتشار الديانات الأبوية التي فصلت الجنس عن الدين.

    “يوفر فرص عمل”؟ جد؟ مفهوم العمل و فرص العمل سابقاً مختلف عما هو الآن.

    “منذ القدم” النساء لم يلفظن, و لم يتخذن الدعارة لأنهن تهمشن, بل كانت النساء و الدعارة و الجنس في منتصف الحياة الدينية و الاجتماعية, أقرأتي يوماً عن البغاء المقدس؟

    اعتقادك عن كيف هي هيكيلية العمل في البغاء ليست أكثر من صورة متعبة من فيلم هولوودي.

    Reply

اترك رداً على n2jm إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *