arablog.org

حكومة ما بعد الثورة تهين الراية الوطنية

منذ سنتين وتحديدا في العيد الوطني للمرأة سنة 2013 بتونس ظهرت موضة تفصيل الفساتين بأقمشة االأعلام الوطنية على أجساد النساء النحيفة والمكتنزة وأصبح كلّ من النجمة و الهلال يتوسط مؤخرات النساء أو نهودهن وأصبح رمز البلاد يشدّ أنظار الرجال أكثر من أيّ وقت مضى ليس حبّا ووطنية بل إرتبط الأمر بتقييم أجساد النساء التي فصلت على مقاس العلم … هو نفس العلم الذي ضحى من أجله رجال البلاد بالغالي والنفيس وهم أنفسهم الذين أطلق عليهم لقب فلاقة لمناهضتهم الإستعمار الفرنسي .. وهو نفس العلم الذي يضمّ الجميع ليغنوّا النشيد الوطني : إذا الشعب يوما أراد الحياة … فلابدّ أن يستجيب القدر .

نجمة البلاد وهلالها كانت على مؤخرات ونهود النساء منذ سنتين وبعد سنتين ونيف أصبحت وكأنّها مداسا للصبية والشباب حين فرشت على مساحة كبيرة وذلك في تجربة أكبر علم لتحطيم الارقام القياسية في هذا المجال بعد مبادرة لوزيرة السياحة التونسية في حكومة ما بعد إنتخابات 26 أكتوبر 2014 وقد فاجات سلمى اللومي وزيرة السايحة التونسية الجميع بهذه المبادرة كحل لتشجيع السياحة وجذب السيّاح نحو تونس خاصة بعد عملية باردو الأليمة والتي كانت من أهمّ أسباب تدهور السياحة التونسية .

من المفترض أن تكون راية البلاد رمزا قدسيا يهابه الصغير والكبير ويحترمه الرئيس والمواطن ويفنى من أجله الشاب والشيخ … راية البلاد التي دفع من أجلها خيرة شباب تونس دمائهم سواء في سنوات الإستعمار الفرنسي أو في سنوات الحراك الإجتماعي بين سنة 2010 و 2011 وفق ما أعتمد على تسميته ثورة الياسمين أصبحت اليوم مرتعا للأحذية الرياضية الغالية منها والرخيصة ولكن قطعا ليست أرخص من مشهد الراية الذي فرش أرضا لينال منه كلّ من هبّ ودبّ .

إنبطحت الراية الوطنية أرضا لم ترفرف عاليا كما فعل المقاوم والمناضل والرياضي في المحافل الدولية ونال منها أبناءها ما إشتهوا ومن صور السلفي ومن أغاني المزود وربما الوطنية التي لم تحرّك فيهم شعرة واحدة وهم يشاهدون راية البلاد منبطحة لم تعاند السماء في علوها غير ابهين بدماء جنودنا السخية التي أريقت على أرضنا من أجمل حماية تونسنا من غول الأرهاب وخطى داعش الحثيثة نحونا … جبل الشعانبي بالقصرين سيظل شاهدا على الأحمر القاني الذي أريق وأسيل من خناجر الغدر وبنادق الإرهاب وعلى نفس الأرض في مكان ما سنظل نذكر إهانة الوطن من خلال إنبطاح رايته الوطنية وكأنّها تدعوهم إلى الركل والعفس وقد قيل أنّها ستقسم إلى قطع صغيرة ليلتحف بها سكان المناطق المحرومة والمهمشة والتي تعيش الفقر والبرد والإهمال والحرمان والجحود والتي حين تذكرتها الحكومة تذكرتها بخرقة قماش أهينت تحت الأقدام ولو مجازا قيل والله أعلم أنّها راية البلاد …
لا تعجب ولا تتعجب إنها إحدى مبادرات وزيرة السياحة في حكومة ما بعد الثورة وحكومة ما بعد ثاني إنتخابات شفافة ونزيهة .. !

كتبت خولة الفرشيشي

tunisie45

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *