arablog.org

تونس : الوزير اليساري الذي كسر الحق النقابي !

مازال إضراب المعلمين موضوعا محوريا بتونس ويجد صدى كبيرا في وسائل الإعلام وشبكات التواصل الإجتماعية ، وقد عالجت سلطة الإشراف ملف الإضراب بجملة الإجراءات الوزارية : إلغاء إمتحانات الثلاثية الثالثة ووجوب إرتقاء جميع التلاميذ اليا ، إضافة إلى إقتطاع أيام الإضراب من أجور المعلمين ويتزامن هذا مع شهر رمضان والذي يعرف بكثرة المصاريف وهو ما أثار حفيظة المعلمين ونقابتهم الاساسية التي هددت بالتصعيد في العودة المدرسية ومقاطعة الحوار الوطني حول المنظومة التربوية .

ihebo

وبعد تولي “جلول” الوزارة تغيّر التعاطي مع الملفات الإجتماعية ومنها ملف فئة المعلمين الذين يعيشون ظروفا سيئة جدّا أهمّها تدهور مقدرتهم الشرائية في واقع تميّز بغلاء المعيشة ، فلم تعمل سلطة الإشراف على حلّ مشاكل المعلمين وتمكنيهم من حقوقهم المشروعة “الزيادة في أجور ومنح المعلمين والترقيات المهنية ” بل عمدت إلى حشد الإعلام الموالي لتأجيج الكره والحقد ضدّهم من طرف الأولياء وتقديم المعلمين كبش فداء في معركتهم النقابية المشروعة .

وتنظم نقابات التعليم الأساسي بعدّة جهات من الجمهورية التونسية يوم الثلاثاء 16 جوان يوم الغضب كما أسمته إحتجاجا على تعاطي الوزير اليساري الذي إنقلب على يساريته وإنتصر لمنصبه مضحيا بالمعلّم محاولا هنا التقليل من قيمته المعنوية في وجدان العائلة التونسية خاصة وأن تونس تعتمد أساسا على مواردها البشرية وتعتبر أنّ التعليم أفضل إستثمار في أبناءها ، ونذكر هنا أن المنظومة التربوية بتونس تحتاج إلى إصلاح شامل خاصة وأنّ جامعاتنا التونسية تتذيّل أسفل الترتيب العالمي .

diolo

فهل ستضحي الحكومة بوزير التربية والتعليم وتقدّمه كبش فداء لفشلها الذريع في إدارة شؤون البلاد خاصة وأنّ السيّد ناجي جلول صار مكروها من الإتحاد وأنصاره خاصة وأن إتحاد الشغل يعتبر قوة لا يستهان بها .. الأشهر القادمة كفيلة أن توضح لنا هل سيبقى الوزير اليساري النشأة وفوضوي القرارات على رأس وزارة التربية والتعليم أو أنّه سيضحى به كما فعلوا سابقا مع وجوه وزارية جاءت من أوساط النخبة والمثقفين ؟

كتبت خولة الفرشيشي

ملاحظة : الصور من صفحة المعلم النقابي السيّد إيهاب الحاجي

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *