arablog.org

تسقط الفاشية وتحيا الموسيقى !

يصادف اليوم 21 جوان عيد الموسيقى العالمي ، فالموسيقى رسول المحبة في كل العالم .. وفي هذا اليوم يحتفي العالم بالفنّ والفنانين المعروفين والمغمورين ،فقد إستطاعت الموسيقى أن توحد بين الناس وتخفف عليهم وطأة الإختلاف وتنشر بينهم رسائل المحبة والسلام أتذكر هنا الفنانة الكندية Lhassa de sela وهي تغني على أحد مسارح العالم أغنية “أعطني الناي وغني ” للفنانة اللبنانية فيروز ليتفاعل معها الجمهور الحاضر رغم أنّه لم يفهم كلماتها ولكن إنهمر مع لحنها وأداء الفنانة الراحلة .. وفي هذا اليوم أتوجه بفكري نحو الفنانة فيروز من وحدت لبنان المسيحي والدرزي والسني والشيعي ليشرب كل لبنان قهوته على صوت فيروز وهي تغني للبنان والحبّ والوطن والحياة .. الكلّ في لبنان ربما يختلف سياسيا وطائفيا ولكنّه يستحيل أن يعترض على قيمة فيروز في لبنان فهي أيقونته وشجرة من أرزه .

وفي هذا اليوم أتذكر الفنان الزين الصافي الذي وافته المنية قبل أسابيع قليلة الذي قضى حياته في الغناء والنضال من أجل القضايا العادلة فقد غنى ملتزما بقضايا الإنسان والحرية وليترك أغنياته توصينا بالمقاومة والسلم والحبّ .. ويكمل دربه ثلة من الفنانين التونسيين مسيرته في المقاومة السلمية ك : امال الحمروني و خميس البحري وفوزية الهمامي ونبراس شمام والناصر الرديسي وعادل بوعلاق وغيرهم .

وللموسيقى شهداء أيضا سقطوا من أجل مواقفهم وأغانيهم وألحانهم الثورية ومن شهدائها الفنان الجزائري معطوب وناس والذي اشتهر بغناء الطابع القبائلي وبمعارضته للنظام الجزائري والقوى الإسلامية في ان واحد ليغتال بعد ذلك ذات صيف يوم 28 جويلية 1998 وهو في أول الأربعينات من عمره قرب حاجز قرب تيزي وزو وتنسب عملية إغتياله إلى بعض القوى الأصولية المتشددة ورغم ذلك بقي وناس محفورا في ذاكرة أنصاره ومازالت أغانيه حاضرة إلى اليوم وتجد رواجا كبيرا في أوساط أمازيغ الجزائر تحثهم على إستكمال مسيرة التحرر .

wannes

ولطالما كانت الموسيقى ضريبة غالية على بعض الفنانين ليقتلوا على أيدي الحكام والأنظمة الفاشية حتى لا تصل رسائلهم بالحرية إلى الشعوب المضطهدة كما كان حال فيكتور جارا مغني الإشتراكية والحبّ في المكسيك والذي قتل على يد رجال الجنرال أوغستو بينوشيه بعد إنقلابه على الرئيس سلفادور إيّبندي فقد عمل جارا على تحفيز طلابه على الحرية إلى اخر لحظة في حياته ، إذ أعتقل وهو يغني مع طلابه في الجامعة ليقتاد نحو معتقله ويواصل الغناء لتنتهي حياته ب 44 طلقة من الرشاش ، بعد وفاته حاول اليمين التشيلي إعدام إسطواناته إلا أنه لم ينجح كليا فقد إنقذت بعض الأغاني لتنتشر من جديد وتحيا ذكراه من جديد .

jara

إن أردت أن توحد وطنا فثق بالفنانين الوطنيين والأحرار فهم قادرون على تبليغ الرسالة وهم أنبياء السلام والمحبة وقادرون أيضا على تحفيز الشعوب المضطهدة على الثورة والحياة .. فالكلمة رصاصة لا ترحم فاشيا .

كتبت خولة الفرشيشي

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *