arablog.org

قبلة عروسين تتحوّل إلى قضية رأي عام بتونس

تناقل موقع التواصل الإجتماعي فيسبوك قبلة عروسين تونسيين تبادلاها بعد عقد القران في سابقة من نوعها في مجتمع محافظ في الظاهر ومتحرر في الظلمات ، وقد تناقل التونسيين الصورة بين مرحب وبين مستنكر لهذه القبلة الرومنسية .

ذهب عدد من التونسيين إلى إعتبار أن هذه القبلة العلنية أول خطوة في طريق الحرية والتحرر من التقاليد البالية التي قيّدت حرية الفرد وضبطت مجال تحركه في الفضاء الإجتماعي ، فهذه القبلة درس في الحبّ في مجتمع يعاين جرائم داعش ويعاني من خلاياها النائمة والتي لا يعلم بوجودها إلا بعد حدوث عملية إرهابية مرّة في باردو وأخرى في سوسة إضافة إلى الجبال التي يسكنها الإرهابيين و في مجتمع يعاني الكره بين أبناءه مرّة بإسم الدين وأخرى بإسم الحرية والعلمانية ومرّات أخرى بسبب ضيق الحال و المديونية وفي مجتمع لا يبالي بالمتبول على جدران المعاهد ويدين القبل بين العشاق ، فجاءت هذه القبلة لتعلّم الحبّ والمودّة وتعترف بالحبّ كفعل نبيل وليس حيواني يسكن البؤر المهجورة .

فيما يذهب عدد اخر إلى أنّ هذه القبلة تشبّه بالغرب وتهديد لأخلاقنا الإسلامية الصميمة التي تنبني على الحياء والحشمة على عكس الفعل الفاضح الذي أتاه العروسين المتلهفين على الحبّ بعد عقد قران شرعي ، ويفسرّ هؤلاء بردّ فعل الشيوخ الذين عقدوا القران بين العروسين الذين غضوّا البصر عن القبلة فيما يبتسم الأب وكأنه يبارك هذا الحبّ .

أما التعاليق الأكثر طرافة هي ربط القبلة بين التراضي والإتفاق الذي حدث بين النهضة والنداء مؤخرا حسب اخر تصريح صحفي للمستشار محسن مرزوق هذا اليوم ، والذي قال أن النهضة والنداء سيواصلان الحكم سويا . وقد علّق نشطاء الفيسبوك على هذا التراضي بين الإخوة الأعداء بين الحزب المدني العلماني الذي بنى شهرته وقاعدته الإنتخابية إنطلاقا من التخويف والترهيب من حكم النهضة الحزب ذو المرجعية الإسلامية الذي يهدّد النمط المجتمعي التونسي ومكاسب المرأة حسب الحملة الإنتخابية للنداء، وقد قال هؤلاء النشطاء أن هذا التراضي يمكن أن يحدث علنا ويبارك من شق أو اخر كحال القبلة ولكنّه لن يرضى عنه من قبل المتشددين من القاعدة الإنتخابية لحزب النداء الذين إنتخبوه على أساس تحييد النهضة من الحكم كحال المحافظين من المجتمع التونسي الذين شهرّوا بقبلة العروسين رغم مظهره الحديث والمتمدّن .

كتبت خولة الفرشيشي

red

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *