في سابقة من نوعها ، أقدمت قوات الأمن التونسية يوم الأربعاء الفارط على إستعمال القوة المفرطة العنف والغاز الخارق لفكّ إعتصام المعلمين بسيدي بوزيد وبمدينة صفاقس بجنوب البلاد التونسية ، كما أمعنت في التنكيل بعضو النقابة الجهوية بسيدي بوزيد السيّد لزهر الغربي ، وقد أدان الإتحاد العام للشغل هذه الأحداث في بيان أصدره إثر هذه الأحداث الأليمة والتي نالت من قيمة ومكانة المعلم كما رفض إستغلال حالة الطوارئ لقمع الإحتجاجات وضرب الحريات وقد قمعت قوات الأمن تحركات المربين في ولاية سيدي بوزيد مهد إنطلاق الحراك الثوري التونسي يوم 17 ديسمبر 2010 والذي أنهى حكم النظام السابق .
تعود تأزم العلاقة بين القطاع النقابي والطرف الحكومي في ملفّ المعلمين إلى أشهر خلت بعد مطالبة القطاع بمطالب إجتماعية وقد تمّ رفضها من سلطة الإشراف وخصم أيّام الإضراب وهو ما يعتبر عنفا مبالغا فيه من طرف حكومة الصيد التي تعاملت مع المعلم بمهانة وعنهجية لم يسبق للأنظمة السابقة أن تعاملت بها مع المربين ، علما وأنّ مجلس النواب الذي رفض الزيادة في أجور المعلمين بمنح بسيطة قد صادق مؤخرا على زياردات ضخمة في رواتب النواب بما يساوي 450 أورو لكل نائب .
وقد تعامل المجتمع المدني مع هذه أحداث العنف الأخيرة في حقّ المربين بكثير من الإستياء محملين المسؤولية للنظام ووزارة الداخلية تحديدا في إستعمال العنف وقد وجه الإتحاد الجهوي للشغل بسيدي بوزيد يوم الجمعة الفارط دعوة شعبية للمشاركة في مسيرة إحتجاجية شارك فيها أطياف المجتمع المدني بالجهة والمعلمين رفعوا فيها شعارات منددة بالتدخل البوليسي وإستعمال القوة مع مربي الأجيال وهو ما يهدد قيمة التعليم في وطن لا يملك الثروات الطبيعية بل يملك الإنسان ويعتبره ثروته الأساسية ، وفي هذا السياق نددت منظمة مناهضة التعذيب في بيان أصدرته باقتحام الأمن لمقر المندوبية الجهوية للتعليم بسيدي بوزيد وتفريق المعتصمين بالقوة وتعنيف بعض النقابيين وإيقافهم. وطالبت المنظمة الحكومة بتوفير سياسة الحوار مع المكونات الاجتماعية والابتعاد عن سياسة المنع والقمع لآثارها الوخيمة على الوضع العام بالبلاد .
كما عقدت الهيئة الإدارية للنقابة العامة للتعليم الأساسي أشغالها هذا اليوم و هناك توجّه نحو التصعيد حسب الملاحظين فهل ستشهد العودة المدرسية المقررة منتصف شهر سبتمبر مواجهات جديدة بين القطاع النقابي والقطاع الوزاري خاصة وأن الهيئة حسمت أمر مقاطعة العودة المدرسية حسب تصريح النقابي المستوري القمودي هذا اليوم لإذاعة شمس اف ام .
كتبت خولة الفرششيشي
