arablog.org

سلام لدرويش وعشاقه وسلام لنا ولأوطاننا !

هل الوقت مناسب للكتابة عن درويش… ؟
أسأل نفسي ، ولما لا يكون مناسبا لقد خلق درويش ليصاحبنا صباحا ومساء ومع الأذكار والكؤوس ومع الأقلام والفؤوس ومع الخبز والأغنيات ومع الأرض والحبيبة .. نحلم ونحبّ ونؤمن بالوطن عقيدة .. هل مات درويش أسأل نفسي .. هل مات حقّا وأنا أرى في حلقات الأصدقاء حضوره الطاغي إلى درجة أنّه يلغينا ويلغي تفاصيلنا الصغيرة والحميمية ليعلن نفسه سلطان المكان والزمان والأشياء .. فحتى القبلة التي ترسم بين شفاه عاشقين يحضر فيها درويش .. رسائل مشفرة وأخرى واضحة أبيات درويشية يتبادلها العشاق وتنشر على جدران بيوتهم وصفحاتهم الشخصية على موقع التواصل فيسبوك ..
لا تكتب شيئا لقد قتلنا درويش لم يعد للحبر متسع أن يكتب فقد خانتنا اللغة وطعنت وجودنا من بعد رحيل درويش .. !

derte

في مقهى صغير حميمي نجلس عشرات وفرادي نتبادل أبيات درويش لقد صار درويش تفصيلا يوميا لدينا نحن التونسيين يشرب القهوة معنا والنبيذ الأحمر و يرقص معنا ويغازل حبيباتنا .. نصحو على وقع أبياته وإن تغزلنا نقول كلماته وإن تبادلنا القبل نغرق في نبيذ الشفتين ونسكر بالنظر إلى العيون العسلية .. أحبّ الأصدقاء إلى قلبي هؤلاء الذين يذكرون درويش سيرته وشعره … كل عاشق لدرويش هو بالضرورة صديقي حتى وإن فرقتنا مليون قضية وألف رقعة جغرافية .. صديقي أنت هل تفهم حتى ولو كنت عدوي دع عنك الكره واللؤم والحزن والحسابات والمزادات وتعال نشرب القهوة سويا نقرأ لدرويش وبعدها لنتخاصم لميلون سنة ضوئية ..
لا وقت لي
فالحياة مسرعة الخطى
وضيقة المـــدي
كئيبة .. روتينية
واقعية وبراقماتية حدّ الملل
وساخرة وتافهة كالموت تماما
وتصير الحياة حياة إن حضر درويش تصير الحياة باذخة جميلة مدهشة ومبهرة وتصبح التفاصيل أصل الأشياء كقلم الشفاه إن حاد عن مساره كرجل فقد طريقه للحظات ثم يجد الأيدي تمتد له لتنتشله من ضياعه وتيهه … إن الحياة التي تعرف بضدها ليست حياة فتذكر وتذكر وإيّاك أن تنسى الوصايا ..
هل تحبّي درويش أو تحبينني أنا يسأل عاشق متيم بإمرأة أتقنت الحرف والقلم وتعرّف نفسها درويشية القهوة والحبّ .. أحبّ الحبّ مع حروف درويش ثم تقبله ترضي غيرة رجل شرقي إفتك درويش منه حضوره .. فيحتضنها يعتصرها وكأنّه يودّع الحبيبة في حضرة اللقاء ثم يهمهم كهمهمة ناسك متعبد ترك النهار ربّما لشدّه ضوءه إنقلب إلى الظلام .. يهمهم كعاشق سيخذل قريبا رغم أن رضاب الحبيبة مازال عالقا على الشفة السفلي يلعقها بتأني عاشق لا يخاف الفراق .. وكأنّه قدر العشاق في أوطان القهر ..

يهمهم ويتمتم ويهمس ويشهق ويقول لا شيء يستحق الحرب سوى الحبّ هل فهمت يا حبّ :

يا حبُّ! لا هدفٌ لنا إلا الهزيمةَ في
حروبك.. فانتصرْ أَنت انتصرْ، واسمعْ
مديحك من ضحاياكَ: انتصر! سَلِمَتْ
يداك! وَعدْ إلينا خاسرين… وسالما!

rez

تنسى كأنّك لم تكن .. متواضع أنت يا درويش فالنسيان لم يخلق لك ربما خلق للميارات الستّ من البشرية الحمقاء مع بعض الإستثناءات القليلة ..

من أنت يا درويش …؟؟؟
حتى تكون لعنتنا المحببة مع مرارة أيامنا
وحروب أوطاننا وخذلان عشاقنا ودموع أمهاتنا
من أنت حتى نحاول من جديد ونتقدّم
هل أنت الحلم الذي يبقينا على قيد الحياة ..

درويش لست سوى نحن ولسنا إلا أنت
رفاق مع الحرف والكلمة
حتى نبقى ولا نندثر
لذلك نحبّك ولا نملّ !!

salamon
حبّرت خولة الفرشيشي

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *