تعاطى المتابع العربي لمشروع مدونات عربية بكثير من الإرتياح ، إذ يلاحظ إرتفاع نسبة النشر لبعض المقالات التي تطرح مواضيع محرمة تعتبر من التابوهات في مجتمعات الجنوب لا يقترب منها الإعلام بجدّية وأحيانا يطرحها بكثير من الإحتشام ويضفي عليها طابع الأخلاق .
مواضيع الأقليات والمثلية وحقوق الشعوب الأصلية تحظى بإهتمام بعض المدونين من مشروع مدونات عربية الذي أعطى الفرصة للكثير من أبناء مجتمعات الجنوب ليخوضوا تجربة الكتابة في المحرمات الإجتماعية ويطرحوا هواجسهم ومخاوفهم .
إنضم إلى مشروع مدونات عربية الكثير من الشباب من مجتمعات الجنوب في المغرب والجزائر وتونس واليمن والعراق ومصر وغيرها من الدول التي ما تزال تعيش تحت ضغط الأخلاق ، لنقرأ عن معاناة العراقي واليمني وطموحات التونسي والمصري ومخاوف الجزائري والليبي ، بنفس شبابي يسعى إلى التغيير والنقر على الصفيح الساخن وإعادة الحفر في الذهنية المتكلسة لعلهم يساهموا من موقعهم ككتاب الغد في رسم معالم مجتمات جديدة تؤمن بالعدالة الإجتماعية وتؤمن الحرية لكلّ أبناءها .
وكانت مدونة تراتيل أنثى ويوميات جبلية متمردة من بين المدونات التي قدمت بعض المقالات التي تخوض هذه الإشكاليات المعاصرة كقضايا المثليين وقضية المرأة وحضور داعش والثقافة الأصولية في مجتمعات تتسم بالإنغلاق وهو ما حفزّ الصحفي اللامع أحمد النظيف للحديث عن هذه التجربة في تقرير صحفي للموقع رصيف 22 ، إذ إستضاف في دردشة ثرية كلّ من خولة الفرشيشي ومها الجويني للحديث عن تجربة الكتابة في مقال يحمل عنوان : المدوِّنات النسويات في تونس: تحدّي المجتمع واختراق محرّماته والذي نشر قبل شهرين من الان وحظي بنسبة متابعة كبيرة من القراء في مجتمعات الجنوب الذين مازال يغريهم عناوين التابوهات والمحرمات ليقبلوا بنهم عن ما منع منهم فمازال الممنوع مغريا للقارئ هناك .
تحدثت كل من خولة الفرشيشي ومها الجويني عن ضرورة الكتابة الشجاعة في مجتمعات لا تقبل بالمختلف وتمنح صكوك الأهلية لكلّ أفرادها إلا هؤلاء الذين إختلفوا عنها إذ تلاحقهم وتزدريهم لتقتلهم قتلا معنويا قبل الرحيل الكبير .
مازالت تجربة الكتابة في مدونات عربية تراود بعض الشباب والكتاب في مجتمعات الجنوب ليكتبوا ويناضلوا إنطلاقا من رقعة الكتابة لتغيير البنى الفكرية المتكلسة ولبناء أوطان تتسع لكل أبناءها سواء كان المثلي أو الملحد أو السافرة وغيرهم من النماذج المغضوب عليها .. لبناء أوطان المواطنة والمساواة بين الجنسين .
