arablog.org

لـــــو لم أكن تونسية لوددت أن أكون جزائرية

لو سألتني ما الجزائر سأقول هي مسقط قلبي وأين ترفرف روحي .. ولدت تونسية وولدت الجزائر بقلبي حملت حبّها دون أوراق رسمية .. لا يهمّ ماذا سيفكرّ بي البعض أنا تونسية جزائرية وليغضب نصف الوطنيين من البلدين .. أحببت تونس وتعلقت بالجزائر .. لا يوجد مانع أكيد لا يوجد … فالتونسيّ الحرّ يعشق الجزائر ويقف ضدّ كلّ محاولات البيع والغدر هنا أو هناك .. امضوا المعاهدات مع أمريكا وارفعوا الأعلام الدخلية لا علم غير علم الجزائر وستبقى موحدة كبيرة جزائرية بأبناءها أمازيغا وعربا .. هيهات منها المذلة لقد أشهدت العالم على أنّها الجزائر الصامدة الشاهقة الشامخة .. أذيال الإستعمار الجديد لن تجدوا بالجزائر ذرّة تراب للبيع لقد أقسم أغلب أبناءها على الوفاء .. وأنتم تعرفون معدن الجزائري .. إسألوا جنرالات فرنسا وإسألوا موريس بابون .. سيجيبون بصوت واحد : رجل شهم في زمن صعب .

algeer

يحمل الشعب التونسي حبّا مضاعفا للشعب الجزائري .. لا يهتم كثيرا بالحدود الوهمية وبالإختلاف البسيط في لهجاتنا .. لا يهمّ الإختلاف البسيط الطفيف وعاش الإرتباط المعنوي الذي يجمعنا أرضا وسماء .. ثقافة ودما .. لقد إختلطت الدماء وسبق السيف مخطط التفرقة لو حاولتم .. مخطط الغدر لو علمتم .. إختلطت الدماء وحملنا همومنا ووحدتنا .. نقف سدّا منيعا لمحاولات الإرتزاق هنا وهناك .. فقد تعلمنا من الجزائر كيف نسيّج حدود الوطن بالبندقية والحبّ والقلب .. كلّ شهر بالجزائر يرتبط بالثورة والنضال والكفاح .. وكل يوم نقول نحن الشعب التونسي والشعب الجزائري : نحن شعب واحد .

شعب واحد تفرّق بين أرضين ولم يفرقهما الساسة حتى وإن حاولوا لن تثنينا معاهدات أمريكا والأزمة الديبلوماسية الصامتة ومحاولات بعض المدونين الذين يتطالون على الشقيقة الكبرى ويحاولون زرع الفرقة بيننا … تذكروا جميعا محننا المشتركة وخاصة الأخيرة .. حين عاشت تونس أزمة إقتصادية عصفت بالسياحة التونسية عقد الجزائري العزم على زيارة تونس في بروفيلات الفيسبوك ونفذّ وأنقذ موسمنا دون أن يتكبّر فيما بعد كما يفعل بعض الزائرين .. وحين عاشت الجزائر أحداث غرداية بكثير من الألم والحزن تقاسم التونسي مع شقيقه الامه ولم يكابر .

يدخل شهر نوفمبر وبحوزته ذكرى الثورة الجزائرية درس الأحرار كلّ الأحرار بالعالم تلك الثورة التي أدهشت العالم .. 1 نوفمبر 1954 تاريخ إندلاع الثورة والتي إنتهت بعد سبع سنوات من الكفاح المسلح بإعلان إستقلال الجزائر يوم 5 جويلية 1962 بعد سقوط أكثر من مليون ونصف جزائري شهيدا في معركة التحرير .. الفاتح من نوفمبر يحمل معه وصايا الشهداء الأبرار وسيرتهم في النضال والكفاح من أجل وطن حرّ يتسع لكلّ الجزائريين .. الشهداء الذين سقطوا في معركة التحرير الكبرى كانوا عربا وأمازيغا ولم يهتموا بالإختلاف بل إلتفوا جميعهم حول وحدة وحرية الجزائر … عاشت الجزائر حرّة وعشنا نحن المتهمين بحبّها وعشقها .

كتبت خولة الفرشيشي
der

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *