arablog.org

فــارس اخر يترجل : وداعا أحمد السنوسي !

تلقى الوسط الثقافي صباح الجمعة 20 نوفمبر خبر رحيل الفنّان المبدع أحمد السنوسي عن سنّ يناهز 69 سنة بعد صراع طويل مع المرض وبعد مسيرة زاخرة بالأعمال الفنية في المسرح والسينما والتلفزيون ، رحل سيد أحمد كما يحلو لجمهوره أن يسميه وخلف في قلوب أحبته الكثير من الحزن والأسى .

قبل الرابع عشر من جانفي لو سألت تونسيا هل تشاهد التلفزيون التونسي سيجيبك حتما : نحن لا تربطنا بالقنوات التونسية سوى المسلسلات المحلية التي ننتظرها كما ينتظر الفلاح الغيث النافع ، فالإنتاج التونسي محدود جدّا في السنوات الماضية بمعدل مسلسلين كلّ سنة ، وينتظر التونسي شهر رمضان شهر الإنتاج المحلي بلهفة فهو يحنّ إلى نجوم الدراما التونسية ،التي مازالت تحظى بنسبة مشاهدة عالية إلى اليوم .

rasd

كان أحمد السنوسي من بين نجوم الدراما التونسية بل من اوائل المؤسسين لها ، والذين إستولوا على قلوب المشاهدين. حمل النجم الراحل ملامحا في غاية من الوسامة والأناقة والبساطة مع حضور فني محترم ومقنع مما جعل وجوده في أي دور يمنح له إضافة للمسلسل ، فسيد أحمد كان يختزل صورة الرجل التونسي الشهم والطيب والقويّ وهي صورة نفتقدها بقوّة، في الواقع الحالي ولكن سيد أحمد إستطاع بقدرته الفنية الكبيرة أن يقنع المشاهدين بأداءه المحترم ويكسب حبّهم وإحترامهم وهو ما جعله محل ترحاب وتقدير أينما حلّ.

snoussi

شارك الراحل في أدوار عديدة في مسلسلات “الدوار “و”الخطاب على الباب “و”غادة” و”منامة عروسية” وغيرها من المسلسلات والأفلام التونسية والأجنبية أيضا والتي مازالت حاضرة في الذاكرة بل وتحظى بالمشاهدة كلما تمت إعادتها في القنوات التونسية ، وقد إحتفى الجمهور بالراحل أحمد السنوسي في الدورة 17 من أيّام قرطاج المسرحية التي كرمته لما بذله من تضحيات جسام في سبيل الدارما التونسية .

كان العام 2015 قاسيا على الساحة الثقافية التونسية إذ غاب بعض النجوم والمبدعين الذين اختطفتهم يد المنية، فبعد رحيل المبدع عزالدين قنون، والمسرحي القدير يحي يحي ،والفنانة الشعبية فاطمة بوساحة، وقبلها الممثلة القديرة منية الورتاني ، هاهو أحمد السنوسي يلتحق برفاقه ويترك مكانه شاغرا لا يملأه أحد غيره .

عاد النجم الراحل إلى مسقط رأسه بالشمال الغربي السرس من ولاية الكاف لينام نومته الأبدية هناك بين أهله وأحبته والذي بقي وفيا لها لم يغير لهجته الكافية رغم مرور سنوات طويلة على إقامته بالعاصمة ..وداعا سي أحمد . !

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *