لنكتب سوّيا : قلمين إنصهران في فكرة واحدة ، نكتب سطرا ..
فقرة ..
صفحة ..
قصيدة ..
قصة ..
رواية ..
نقدا ..
شذرات غير مرتبة
لنكتب ولا يهمك ماذا سننجب من قلمينا .. لنكتب وكفى .. لنتناسل حروفا وكلمات لا يغرّك الطول حبيبي فقد إختزل حرفين ما يجمعنا : الحبّ .. لنحتضن قلبينا ننشد السلام والخبز والأمنيات ونسيّج ما تبقى من الأيّام بالفرح .. إياك أن تخون الفرح حبيبي لتثق به أكثر منّي .. لندرب نفسينا كيف نكتب ونحبّر سوّيا ونبحر في بحور الكلمات..
لنبكي سوّيا لينهمر دمعنا لا تخجل فالرجل يبكي أيضا .. إنس قليلا وصايا الأمهات والجدّات ولنبكي سوّيا .. لنبكي الوطن لقد ضاق بنا .. إختنقنا لم يعد الصنوبر يدربنا على الحلم ولا شجيرات السرو ولا صمود الزيتون .. لنبكي ويلتحم جسدينا .. لنبكي وكأننا نموت بعد ساعة أو كأننا ندفن ما تبقى من إنتمائنا في حفرة من حفر هذا المسمى الوطن ..
لنسكر سوّيا بالشعر والكلمات وأغاني مواسم الحصاد ونذكر عاملات موسم جني العنب .. لنشرب أنخاب الحياة بطعم عرقهن وتنهيداتهن وحزنهن الخفيّ .. لنشرب بطعم هذه الأرض التي صارت غريبة ..لنسكر ونغني مازال هنا متسع من الحياة هنا وإن شردونا أو قتلونا .. لنعلي راية الوطن هنا …
لنتقاسم سجائرنا وفراشنا وأحلامنا .. معك سأصبح إشتراكية بل وشيوعية أيضا … خذ ما تريد .. واترك لي ما أستحق .. لنتقاسم السجائر الأمريكية هي الأفضل …
هاي هاي
أنا لست شيوعية وليس لي مشكل مع منتوجات الولايات المتحدة الأمريكية ولكن من أجل حبّك سأصبح شيوعية .. لنتقاسم الفراش ندثره بأحلام ليالي الشتاء الباردة والمعتمة .. لا تقلق سيضيء ليلنا الطويل شعاع الحبّ فالحبّ أمل أما الأمل في الحبّ موت مقنّع بالحياة ..
لنكبر سوّيا ونموت سوّيا .. لنكبر سوّيا ولتغزو التجاعيد وجهينا فلا تجزع ولا أجزع .. أمشط لك شعرك وتضفر ما تبقى من شعري .. أرتب أشياءك الصغيرة وتكوي لي فساتيني القصيرة .. سأظل ألبس الفساتين القصيرة ولن ألبس الحجاب سأظل بعينيك الحلوة وستظل بعيني فارسي الأجمل .. لنمت سوّيا .. لن تغادر الحياة قبل أن تصحبني معك فلا شيء بعدك يستحق الحياة .. لا شيء إطلاقا مع من سأتقاسم فناجين القهوة وأرغفة الصباح وأغاني فيروز وكؤوس اخر المساء ونقاشات الشعر والسياسة .. إن رحلت سيرحل الوطن معك وسأصير لاجئة في منافي الغربة لتصحبني معك فلا حياة بعدك ..
لندفن سوّيا كما إنصهر قلمين بفكرة واحدة لينصهر جسدينا في حفرة واحدة .. لتنصهر عظامنا سوّيا وتسحق وليمر فوق قبرنا عاشقين يتهامسان ويتبادلان القبل ويتذكران أن تحت قدميهما عاشقين إنصهرا في الحياة وفي الموت ونبت فوق قبرهما حشائش وزهور برية .. يزور هما كل صباح عصافير تحط على طرف القبر تشرب من ماء إختلط بعشقهما فصار حلوا زلالا أسكرها فغردت وملأت المقبرة وما جاورها زقزقة وسعادة ..
لا تستطيع كلّ هذا فلماذا تحبني إذن .. الحبّ هكذا أو لا يكون .. الحبّ قدر اخر الرجال واخر النساء .. قدر الشجعان والفرسان والشعراء الذين لا يتبعهم الغاوون .. الحبّ مصير وطريق طويل إن كان نفسك قصير لن تكمل بعد الخطوة المئة وستهجر الطريق ولكن ستترك أشياء كثيرة إن عشت بعدها سنوات طويلة ثق أنّك لن تحصل عليها مجددا ..
سأجيبك بكلّ بساطة ما الحب : الحبّ أن أكون الفراشة.. وأن تكون وحدك الغابة .. !!!
كتبت خولة الفرشيشي