arablog.org

في ذكرى الرشّ كل عام وسليانة بخير !

الإهــــــداء : إلى السيّد علي العريّض وزير الداخلية السابق المسؤول عن أحداث الرش .

حاولوا قتلك ولم ينجحوا يا حبيبتي .. ثقبوا أجساد الفقراء بالرشّ ولم يهزموا .. سليانتي حبيبتي يا موطني ويا أصلي .. منك إنحدرت ومنك تعلمت الكبرياء والشموخ ، ألست إبنة برقو من سلالة الجبال الشاهقات الشامخات .. سليانة يا كلّ حبّي وذكرياتي عن الطفلة التي تسكنني .

sedaz

واجهت الرشّ الذي إستهدف أبناءك بصبر وطيبة الشمال الغربي ، توجعت وما بكيت ويا صبرك على روحك يا سليانة ولا صبر الباقي عليك ، غدرت وما كان الغدر من شيمك ، لا يهمك يا حبيبتي رحل الغادر وبقيت أنت يا أصيلة شامخة شاهقة فاتنة ، سليانة كيف الحديث عنك وكيف أبدأ .. كيف يا عزيزتي بعين بوسعدية ببرقو بالكريب ببوعرادة ، قعفور ، أوبكسرى ومكثر من أين أبدأ وكلّك شهية طيبة رائعة يا حبيبتي ..

سليانة البيّة سيّدة الكبرياء والكرامة والعزّة والشموخ ، سلياني الحلوة لأبناءها وأحبتها والمرّة على الغرباء والأعداء .. سليانة قطعة الروح وكلّ القلب .. تعلمت منك الطيبة من أجل الطيبة نفسها .. حين هاجر منك أبناءك نحو العاصمة وإستقروا هناك لم تبك ، هناك من عاد إليك باكيا وهناك من عاد زائرا وهناك من عاد ميتا .. كلهم أبناءك لم تفرقي بينهم في الحبّ والكرم والعشق .

بعد ضرب الرشّ هاجرت قوافل السكان في مسيرة عظيمة ورمزية لإحراج العالم الصامت وتركوا أرضك وكنت من ورائهم خضراء عصية على الهجر ، ويح من فكر في اذاك أين هو الان يا حبيبتي أين هو الان يا عزيزتي ، لم يعرف أن في كلّ جوف من مغارات الجبال كتبت الملاحم ، لتسألوا الفرنسيين ولتسألوا الفلاقة عن مشوار التحرير الذي إنطلق من هناك .

selya

سليانة الفقيرة والغنية ، القاسية والطيبة ، سليانة الصامتة والثرثارة ، سليانة جمعت كل المتناقضات وكتبت بحبر الدم الأحمر : أنا جبال العزة والكرامة وأنا حقول القمح والشعير وأنا أسراب الحمام والحجل أنا شجر الصنوبر والزيتون الصامد ، وأنا فريقة الخضراء التي جمعت المهاجرين وفتحت لهم أرضها ليعيشوا ومن خبزها عاشوا وشبعوا .. فهيهات مني المذلة وها قد هاجمني رشكم وثقب أجساد أبنائي ولكن ويحكم لم تنالوا من كبريائي ولا من طيبتي مازلت أدعو لكم بالهداية والمغفرة .. وأبنائي لي وحدي وليسوا حسابات في أرصدة الإنتخابات .. سأعيش مع أبنائي أوصيهم بحبّ الأرض وصونها .. رشكم زائل وأنا دائمة صامدة وأنا الأرض والعرض وأنتم العار وعاركم لن يمحى فكلّ 27 نوفمبر سنذكركم به ولن نبكي .

كتبت خولة الفرشيشي

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *