arablog.org

الجيش التونسي : يتقدّم ولو كانت الأرض تحته جهنّم !

في دول مجاورة أو شقيقة لتونس يحكم العسكر جهرا أو سرّا ، ترفع فزاعة الإرهاب فيكون العسكر البديل أو ترفع فزاعة الإخوان فيكون الجنرال الرئيس ، لا يهم إن أعدم حزب الجيش الحاكم معارضا أو ذبح متظاهرين وسجن بعضهم وملأ السجون بشباب الثورات والتغيير لمجرّد أنهم عارضوا حكم العسكر ولا يهمّ إن تعامل هذا الأخير مع الشعب بالحديد والنار فهو على حقّ والجميع لا يعرف مصلحته على عكس الجيش ، تذكرنا هذه الصورة بالنظام الأبوي الذي اضطهد المرأة ودجنها لصالح الرجل فالجيوش في مجتمعات الجنوب تقتبس من النظام الأبوي فكرة الوصاية والحراسة لتلجم كل من يفكر خارجها وضدّها .

عزيزي الجنرال يكفي أن تكون جنرالا عسكريا حتى يكون لك الحق في أن تصبح رئيسا للبلاد والعباد والأرض والسماء ، فكل مؤهلات القيادة والزعامة تتوفر فيك حتى وإن عرضت نفسك للبيع ، حتى وإن وصفت نفسك أن مبعوث ربّ العالمين لوطنك وحتى إن قلت أنّك صادق وعلى الجميع أن لا يصدّق غيرك .. لا يجب أن يسخر من حضرتك أحد أنت العسكري المبجل والرئيس العظيم وأنت المخلص وطاعتك واجب هكذا يتعامل البعض مع العسكر في بضعة دول فالجنرال هو الأرب الحارس وعلى الأسرة أي الشعب أن تستجيب لإملاءته وأوامره .

في دول كبيرة يكون عادة العسكر هو الحلّ في السياسة ، وفي تونس فقط خلق جيشنا الوطني المعادلة الصعبة أن يكون جيشا عسكريا لا حزبا حاكما وبديلا يحضر في الكواليس .. يدافع جيشنا على كلّ شبر من الوطن ولا يطمع في الزعامة والقيادة ، كان جيشنا الوطني منذ بداية الثورة التونسية عظيما مترفعا عن حسابات السياسة الضيقة وعن تقاسم الغنائم ، إنحصر همه في الدفاع عن المدنيين وحماية الأملاك العامة جيشنا لم يؤمن بفكرة النظام الأبوي فقد تخلصت تونس من تاريخها الماضي وبدأت في بناء ديمقراطيتها الناشية والتي من شروطها تحييد العسكر عن المشهد السياسي .

ومع دخول الإرهاب إلى تونس بعد الثورة إلى أن أصبح أمرا واقعا ، لم يقصر الجيش الوطني التونسي في الدفاع عن سيادة البلاد ضدّ المشروع الظلامي ، كلّ أبناء الجيش “مشروع شهادة ” من أجل “النجمة والهلال” راية البلاد ولا مكان لجرذ داعشي بيننا ، استشهد بعض عناصر الجيش التونسي في مواجهات دامية وفي عمليات إرهابية خسيسة ولكن عقد جنودنا العزم على الوفاء لأرض تونس الطاهرة ومازالوا يحاربون ويستشهد بعضهم ويكمل البقية العزم على المضي قدما في الذود عن البلاد .

ومع أحداث بنقردان الأخيرة قدّم الجيش الوطني التونسي درسا اخرا في البطولة ، درسا أن يكون حامي الوطن والمواطن ، وفي ملحمة تاريخية أقضت مضاجع الإرهابيين ومن يمولهم ربما طرحوا ألف سؤال عن علاقة التونسي بجيشه : كيف يمكن للمواطن أن يلتحم بالعسكري من أجل تونس ويرفعوا النشيد الوطني ويرددوا سويا نموت نموت ويحيا الوطن ؟؟ ، كيف استطاعوا أن يلتفوا جميعا في مواكب الشهداء في مظاهرات حاشدة ولترفع النساء الزغاريد .. ربما لم يعرفوا أن الجميع قد أقسم ا أن يكمل المسيرة في تحرير البلد من أشباه الرجال الذين إرتموا في أحضان داعش ومن والاهم .
ربما لم يتفطنوا إلى تلك العلاقة التي ولدت منذ فجر الثورة التونسية حينما لم يتدخل الجندي في القنص واعتقال الشباب الثائر وإخماد الاحتجاجات الشعبية بل بالعكس تضامن الجندي مع شقيقه وحماه من العنف البوليسي في أكثر من مناسبة هذا تاريخ جنودنا البواسل .

المرأة العورة في خطاب بعض شيوخ الدول المجاورة والشقيقة وهي العدوة الأولى لتنظيم داعش هي إمراة مجاهدة في تونس في الحقل والمصنع ومناضلة في السياسة والمجتمع المدني ومقاتلة في جبهة الوغى ترفع بندقيتها وتصيد بعض الخونة والمرتزقة وجيشنا عتيد بنساءه ورجاله .

الجنرال في تونس لا يحكم الا في ثكنته العسكرية بعد الإنتقال الديمقراطي ، ولا يتدخل في شؤون الدولة التونسية فكل ما يفعله ، الدفاع على الارض التونسية ضدّ المشروع الظلامي والرجعي لبعض العصابات الإرهابية والجيش التونسي يتقدم ولوكانت الارض تحته جهنم .

خولة الفرشيشي

tounes

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *