arablog.org

القضية الأمازيغية تفرز خطها الوطني !

يعيش نشطاء القضية الأمازيغية جدلا حادّا حول المسألة الأمازيغية بين الثقافة والسياسة ويأتي هذا الجدل بعد إصدار بيان التجمع العالمي الأمازيغي اثر مؤتمره الثامن بمدينة إفران في منطقة الأطلس المتوسط بالمغرب، أيام 27، 28 و29 نوفمبر والذي دعا فيه النظام الى اقرار الجزائري للحكم الذاتي للأقاليم خاصة إقليمي القبايل والمزاب وهو ما اعتبره عدد من النشطاء تدخلا سافرا في الشوؤن الداخلية للدول المستقلة وتعديا صارخا على السيادة الوطنية ودعوة إلى الفرقة بين أبناء الشعب الواحد ، بعض من مناضلي القضية الأمازيغية بتونس كانوا أول من رفض توصيات التجمع العالمي الأمازيغي ونددوا بشدّة إلى مساعيه الرامية إلى خدمة أجندات الإستعمار الجديد تحت غطاء القضية الأمازيغية .

الأمازيغية هي مسألة ثقافية … لا تحتمل أي تسييس … وكل من يحاول الدخول بها إلى مجالات السياسة (إن كان لضربها أو إدّعاء دعمها) فهو سيعادينا … الوحدة الوطنيّة لأي من بلدان شمال إفريقيا هو خط أحمر… لا نقاش ولا جدال فيه. أي دعوة للانفصال لأيّ جزء هي خيانة و السياسات الدّاخلية للبلدان هو شأنها ولا حق لأحد بالتدخّل . بهذه الكلمات صرّح الأستاذ خالد خميرة رئيس جمعية تويزة منتقدا محاولات البعض من نشطاء القضية الأمازيغية تدخلهم في القضايا الداخلية وهو يقصد بذلك الملف الجزائري والذي يبدو أنّه سيفرز الخط الوطني من الخط المهادن .

لم يختلف موقف المستشارة الإعلامية السابقة للكونغرس الأمازيغي الأستاذة مها الجويني عن موقف الأستاذ خالد خميرة إذ أبدت رفضها من إدماج القضية الأمازيغية بالشؤون السياسية ومحاولة البعض من النيل من السيادة الوطنية للجزائر ، و انتقدت مها الجويني المشاركة التونسية في المؤتمر الثامن لامازيغ العالم التي ناصرت إستقلال القبائل واعتبرتها مساسا بالوحدة الوطنية الجزائرية وتبرأت من كلّ من يسعى إلى إحداث الفرقة والإنقسام بالجزائر وذكرت كلّ من شارك في الموافقة على البيان من نشطاء الحركة الأمازيغية التونسية أنّ اجدادنا حين رفقوا السلاح ضد الفرنسيين رفعوه من أجل الاوطان و ليس من أجل الاعراق ومازالت مها الجويني تحشد التأييد من بعض نشطاء الحراك الأمازيغي من أجل دعم الأوطان وإستقلالها وعدم التفريط في الأرض بتوظيف الأعراق .

maze

رحبّ الكثير من نشطاء الحركة الأمازيغية وغيرهم من مختلف المشارب السياسية والفكرية الأخرى بموقف مها الجويني وخالد خميرة وغيرهم من نشطاء الحركة الأمازيغية المدافعين عن إستقلال الأوطان والداعين إلى عدم توظيف الأمازيغية في الصراعات السياسية رغم تشهير البعض بهم بل وتخوينهم أيضا من بعض النشطاء في المغرب والجزائر إلا أنّ الموقف الذي اتخذ من بعض نشطاء الحركة الأمازيغية بتونس يحسب للقضية الأمازيغية التي بدأت في فرز خطها الوطني الذي يدين بالولاء للسيادة الوطنية في ظل واقع عالمي يسعى إلى السيطرة على بلدان العالم الثالث وإستنزاف ثرواته .

يبدو أنّ الملف الجزائري سيحسم الأمر بين الوطني والعميل وبين الأجير لدى الهيئات الخارجية لتدمير الجزائر وتفتيتها وبين مالك الأرض الذي لن يرضى بالذل والمهانة والتفريط في أرضه مهما حاولوا إغراءه أو ترهيبه ، سيكون للجزائر الفضل في كشف دعاة الإستعمار تحت يافطات حقوق الإنسان .

كتبت خولة الفرشيشي

amazigh

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *