هذه ليست المرّة الأولى التي أدخل فيها إلى موقع التواصل الاجتماعي وأصدم بإيقاف وسجن أصدقاء مصريين عرفتهم في الحياة أثناء زياراتي لمصر منذ سنوات أو لأصدقاء عرفتهم في الافتراضي وتبادلنا وجهات النظر والمجاملات تمّ إيفافهم من طرف نظام السيسي على خلفية نضالهم السلمي في الشوارع أو في فضاءات التدوين والتواصل الاجتماعي .
” الحرية للجدعان ” شعار كثيرا ما رفعه النشطاء المصريين ضدّ هجمات النظام على نشطاء المجتمع المدني من أجل مصر حرّة وديمقراطية وتستجيب إلى شعارات ثورة 25 يناير ثورة الشباب ضدّ الظلم والفساد وشعار مازال يرفع إلى اليوم بعد الإنقلاب .
أصبح شعار الحرية للجدعان قدر النشطاء في مصر يرفع فيسجن ناشط أو مناضل اخرها إيقاف الصديق مينا ثابت مدير برنامج #الأقليات والفئات المهمشة بالمفوضية المصرية للحقوق والحريات، وسجنه 15 يوما على ذمة التحقيقات، وذلك على خلفية اتهامه بالتحريض على التظاهر احتجاجًا على اتفاقية ترسيم الحدود التي وقعتها مصر مع السعودية ليس من حقّ المصري أن يدلي برأيه فهو قاصر وعاجز يبدو أنّ النظام مازال أبويا متسلطا ولم يدرك بعد أنّه أنتقل إلى القرن الواحد والعشرين وهو عصر قطع مع القديم نهائيا ومع مقولات الرئيس الأب والضامن والرئيس الواحد الأحد .
عرفت مينا على موقع الفيسبوك كان مصريا حدّ النخاع وإنسانيا جدّا طيلة حواراتي معه لم يسألني مينا عن ديني ومعتقدي ، لا يهمّ كانت الفكرة التي كتبتها أو كتبها هو سواء في مقال أو في منشور هي موقع النقاش ، كان طيبا جدّا كطيبة أهلنا في مصر لا يحمل ضغينة ضدّ أحد وكان يناضل من أجل الأقباط المضطهدين هناك ، كنت أقرأ لمينا عن رجال الدين والمسيحية والمسيحيين بطريقة جميلة سلسة لا تحمل عنصرية ضدّ أشقائه المسلمين شركاءه في الوطن ، مصر مصرية وليست طائفية كما يحاول أن يفعل البعض ، كان مينا يناضل من أجل دولة تتسع للجميع على قاعدة المواطنة والتعايش السلمي .
إيقاف مينا وغيره من النشطاء المصريين يفضح حقيقة هذا النظام الذي بيّن للعالم أنّه عدوّ للحرية والإنسان ، لا يأبه بحياة المصريين ولا بطموحاتهم في العيش ، هذا النظام القمعي فضح نفسه بنفسه ودون الحاجة إلى أعداءه فمجرد كلمة تخيفه وتهدم أركانه.
لذلك عزيزي القارئ بعد قراءتك لهذه التدوينة دوّن من أجل الحرية من أجل مصر وطالب بحرية السجناء وبحرية مينا ثابت وتأكد عزيزي المصري أنّ علاء أمس ومينا اليوم وغدا أنت فتحدى خوفك ودوّن من أجل الحرية !!