arablog.org

في هجاء الغياب ومديح الموت !!

تصدير :

في مجتمعات الجنوب ، حينما يموت إنسان عزيز علينا سرعان ما نذهب إلى اقلامنا لنكتب الرثائيات والبكائيات لعلنا نتطاول على الموت و لأنّ الموت لا ينتظر أحدا يختطف أحدنا ببراعة ، لا يعترف الموت بالإنتظار فلا تنتظر وامضي إلى أحبتك كما تحبّ وتشتهي وإياك من الغياب .

في هجاء الغياب ومديح الموت

إيّاك أن تنتظر أو تدع من ينتظرك ، وإيّاك من الغياب .. لا تغب طويلا سترحل دون رؤية أحبتك وهم كذلك .. إيّاك والغياب .. أيّها الغياب القاسي إنّك شقيق الموت وأنا لا أصدّقك أنّك تنسب إلى أمنا الحياة .. أيّها الغياب القاسي إنّي أخافك وأعلم أنّك تذهب في إتجاه الموت خطوة خطوة تراوغنا تراقصنا ثم تحتضن الموت وتفترشه وتنام .

أيّها الموت العظيم المقدّس لا تأت حتى نقوم بكلّ واجباتنا .. نتخلص من كلّ من يكرهنا .. ونتخلص من الكره في قلوبنا .. نستودع السلام في قلوب أحبتنا .. نحتضن من نحبّ ونقبل من نعشق ونقرأ ما كتب .. ونرقص مما تيسر … أيّها الموت المحاذي للغياب شقيقك الوفيّ .. وأيّها الموت الذي لا تعترف بالإنتظار .. لي أحبّة لقاءهم حياة هنا أو هناك ..

11102613_1563619357253174_1730059357242215484_n

أيّها الموت الذي تحرر الذاكرة من النسيان هل يجب أن تزورنا دائما حتى نعلم كم نحن رائعون وكم هم كذلك .. هل يجب أن لا تتوقف عن رقصتك المجنونة في إختطاف الأرواح .. حتى نعود إلى نقطة البدء نطفة الإنسانية التي تسكننا .. أيّها الموت العظيم رجاء قليل من الأدب والرحمة حتى نعيش قليلا ثم نموت تماما .. أيّها الموت كم نحن كائنات هشة يذيبنا الدمع وينثرنا الغياب فنتشظى ويسكن بين أخاديد الجراحات الأمل .. كم نحن مازشيون نستعذب رش الملح على جراحاتنا بإسم الأمل .. أيّها الموت القادر المقتدر والكريم المعطاء لا تكن بخيلا ولا تحرمنا من لقاء الأحبة … أيّها الموت الأسمر الشاحب ستكون أجمل حينما تكون رجلا تماما أقصد أن لا تراوغنا وتغدرنا لنذهب إليك وقوفا .. وليكن أيّها الموت أنت تجربة الإمتلاء والإكتفاء ونحن لا نخافك ولا نهابك فقط نوّد أن أن تكون وفيا كريما لا لئيما شحيحا .. أيّها الموت الكامل المكتمل ولنا في تجربتك حياة ونحن لا نخافك فحينما نقطع الخطوة الأولى في طريق الموت يجب أن نبتسم .. الموت وخزة إبرة خفيفة تتعافى بعدها تماما .. وكم ودعنا وإكتملنا بعد وداعنا الأخير لأحبتنا وكم منحنا للغياب أحبّة وتناسينا أنهم هنا وهم نسوا أننا هنا أيّها الموت فقط قليل من كبرياء الحياة :
نريد أَن

نحيا قليلاً ’ لا لشيء… بل لِنَحْتَرمَ

القيامَةَ بعد هذا الموت. واقتبسوا,

بلا قَصْدٍ كلامَ الفيلسوف:(( اُلموت

لا يعني لنا شيئاً. نكونُ فلا يكونُ.

اُلموت لا يعني لنا شيئاً. يكونُ فلا

نكونُ))

ورتّبوا أَحلامُهُمْ

بطريقةٍ أخرى . وناموا واقفين !
م د

ونحن سننام واقفين ونموت كذلك .. وسينثر رمادي في الأرض أحبتي وسيطلع من ضلعي شجرة وعصفور وسنغني دائما الحياة واحدة والموت واحد فلا تكن بخيلا أيّها الإنسان .

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *