تعتبر المقاهي في الأحياء الشعبية من دول شمال إفريقيا أحد أهمّ وسائل الترفيه للأشخاص بعد يوم طويل من العمل أو الدراسة ، فيجلسون فرادى وجماعات للحديث عن تفاصيل الحياة والعمل والدراسة والسياسة والأحزاب وغيرها من المواضيع المهمة وغير المهمة ، طالما أنّ الحديث في غير الأطر الرسمية يعتبر تنفيسا عن الكبت والضغط الإجتماعي . وفي هذا الإطار قام منذ أيّام بعض الشباب المثقف من مدينة الخميسات بالمغرب بتأسيس مكتبة في إحدى مقاهي المدينة وتحديدا بمقهى جمال بشارع أنزران بحي السلام بوسط المدينة وذلك تحت شعار ” أجيو نتقهواو أو نقراو ” وجاءت هذه المبادرة بعد عرضها على صاحب المقهى والذي وافق عليها وساعد الشباب في تطبيقها على ارض الواقع وذلك بتوفير مكان للخزانة، هذا وقد وضع العديد من الكتب الجديدة والمستعملة التي تبرع بها عدد من المهتمين واعتبر رواد المقهى أنّ تأسيس المكتبة حدثا مهمّا وإيجابيا في واقع تشير فيه الإحصائيات إلى تدنى مستويات القراءة والمطالعة .
ويسعى هؤلاء الشباب إلى غرس ثقافة المطالعة في صفوف المواطنين المغاربة بموارد ذاتية بسيطة في سعي منهم للتعريف بهذا الحدث وكسب أنصار جدد يؤمنون بتوعية المواطنين ربما يستطيعون تجميع عدد مهم من الكتب تضاف إلى مكتبة المقهى التي بدأت في كسب مطالعين جدد من مقهى الخميسات فلم يعد زائر المقهى يكتفي بالشاي والقهوة بل يذهب إلى المكتبة هناك ليبحث عن ما يثيره شعر أو فكر أو رواية يقضّي بها جلسته بعيدا عن الأحاديث الجانبية وينتظر الشباب المؤسس لهذه المبادرة أن تتسع وتشمل كل مقاهي مدينة الخميسات خصوصا ان المقاهي هي المتنفس الوحيد الذي يرتاده جيل الشباب الذي ابتعد عن الكتاب واستبدله بالوسائط التكنولوجية الاخرى التي غيّبت الكتاب من الحياة .
” أجيو نتقهواو أو نقراو ” مبادرة شبابية تعكس وعي بعض الشباب بضرورة تثقيف المواطنين بمبادرات ميدانية حقيقية تقترب للمواطن وهمومه لا بمبادرات طوباوية تعكس تعالي النخبة وتمايزهم عن بقية الشعب .
فهل ستنجح هذه المبادرة في الإنتشار في كل مدن المغرب ولما لا الإنتقال إلى دول مجاورة ربما نستطيع هزم شبح الجهل والتخلف وطيف داعش الذي يهدد سكينتنا .. بالقراءة والوعي لا بشعارات فضفاضة لا تخدم سوى فرق بعينها .